في 12 رجب سنة 479 هـ استطاع المسلمـون بقيـادة بطـل الإسلام يوسـف بن تاشفيـن (قائد المرابطين) يسحقون جيش الصليبيين ,في معركة الزلاقة التي وقعت في الأندلس (على حدود البرتغال و اسبانيا حاليًا) فى الموقع الذي تسميه الرواية العربية الزلّاقة (ويقال انها سميت الزلّاقة من كثرة الدماء التى كانت الخيول تنزلق فيها)
أستطاع ألفونسو السادس ملك قشتالة تجميع جيشا قوامه أكثر من ستين ألفا من الجند مجهزين بالسلاح و بمباركة البابا وقال مغرورا : بهؤلاء أقاتل الجن و الأنس و ملائكة السماء .
وبدأ يفرض الجزية و يستهين بملوك الطوائف في الأندلس (لتنازعهم و انقسامهم في ما بينهم) فما كان منهم إلا الاستعانة بقائد المرابطين في مراكش يوسف بن تاشفين الذي كان عمره 79 عاما فجهز جيشا من فرسان الأمازيغ و قبائل إفريقيا و أخذ معه الجمال من الصحراء لأغراض عسكرية و لأن الخيل ترهبها و تخاف من الجمال …
و عبر بهم مضيق جبل طارق في يوم 15 ربيع الأول 479 هـ الموافق 30 يونيو 1086 م . و كان البحر هائجا و توجه يوسف بن تاشفين داعيا الله أن يجاوزه هو وجنوده البحر لما فيه خيرا و صلاحا للمسلمين …
.. فسهل الله عليهم عبور البحر, و أنضمت جنود ملوك الطوائف الى جيش يوسف الذي أصبح قوامه ثلاثين ألفا, و قسمه إلى 3 فرق :
المقدمة بقيادة المعتمد بن عباد ملك إشبيلية .وجيش بقيادة قائد المرابطين البطل داود بن عائشة و كتيبة يوسف الخاصة من المجاهدين السودان …
ووضع يوسف خطته للمعركة شبيهة بخطة خالد بن الوليد في معركة الولجة . و هي نفس الخطة التي سيتم وضعها لاحقا القائد سيف الدين قطز في معركته ضد التتار في عين جالوت 658 هـ الموافق 1260 م
و كان عدد جيش الصليبيين 60،000 بقيادة الفونسو السادس ومعهم تجار من اليهود جاءوا بأموالهم لثقتهم في النصر و لشراء أسرى المسلمين …
أرسل ألفونسو السادس رسالة أراد خداع القائد يوسف بن تاشفين و يخبره أن المعركة تكون يوم الإثنين. ولكن كانت رؤيا الفقيه أحمد بن رميلة قاضي قرطبة بأن النبي صل الله عليه وسلم جاءه في المنام ليلة الجمعة و قال له أن المعركة ستكون غدا و أنه سيكون شهيدا فتجهز ابن رميلة و أغتسل و تطيب مستعدا للاستشهاد و أخبر يوسف بالرؤيا فكانت البشرى بالنصر و صدرت الأوامر بالإستعداد للمعركة
و فعلا في ساعة فجر الجمعة 12 رجب هجم الجيش ذ على كتيبة المعتمد و جيش المقدمة الذي أبلى بلاأ حسنا و أستشهد القاضي أحمد بن رميلة و عدد من الجند و ظن ألفونسو السادس بأنه منتصر, و لكن حسب خطة يوسف تدخلت كتيبة داود بن عائشة الذي حارب بشجاعة. فزاد ألفونسو في الهجوم و حميت وطيس المعركة فدخل يوسف و كتيبته الخاصة مشجعا الجنود على الصبر و القتال فتحولت أرض المعركة إلى ساحة للقتال لم يشهد له التاريخ مثيلا حيث قتل أكثر من 55 ألفا من الجيش الصليبي
وتقدم احد الأبطال من قبائل افريقيا الى خيمة ألفونسو السادس و أصابه في رجله و أصبح يعرج بقية حياته, و سألت الدماء و كثر القتل وانزلقت الخيول و الجنود من كثرة الدماء
بعد معركة طويلة استمرت يومًا واحد لا غير، انتصر المسلمون ولم يتبقى من النصارى سوى قائدهم الفونسو السادس الدي هرب ومعه 450 فارس اغلبهم مصابون ..
استشهد في هده المعركة حوالى ثلاثة آلاف من المسلمين, منهم علماء المسلمين و قضاة ، شيوخ ، فرسان ، امراء …
تلاحم عجيب …,فى زمن يبدو أننا لن نره مرة أخرى
منهم رحمهم الله:
أبي مروان عبد الملك المصمودي ، قاضي مراكش
يعلي بن المصمودي، من قضاة المغرب
ابن رُمَيْلَة، فقيه وناسك قرطبي، من شيوخ المالكية
سير بن ابى بكر ابن الأمير يوسف بن تاشفين
دو الفقيه أبو رافع بن حزم …..
كل هذه البطولات …الأبطال …الشهداء …كانوا فى معركة واحده … في سهل الزلاقة بالأندلس.
Views: 6