قوله تعالى في الحديث القدسي : [ كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي ] .
و المعنى : أن الصيام يختصه الله سبحانه و تعالى من بين سائر الأعمال ، لأنه ” أي الصيام ” أعظم العبادات إطلاقا ؛ فإنه سر بين الإنسان و ربه ، لأن الإنسان لا يعلم إذا كان صائما أو مفطرا ، هو مع الناس و لا يعلم به ، نيته باطنة ؛ فلذلك كان أعظم إخلاصا ، فاختصه الله من بين سائر الأعمال ، قال بعض العلماء : و معناه : إذا كان الله سبحانه و تعالى يوم القيامة و كان على الإنسان مظالم للعباد ، فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام ، فإنه لا يؤخذ منه شيئ ، لأنه لله عز و جل و ليس للإنسان ، و هذا معنى جيد ، أن الصيام يتوفر أجره لصاحبه و لا يؤخذ منه لمظالم الخلق شيئا .
و منها أن عمل ابن آدم يزاد من حسنة إلى عشرة أمثالها ، إلا الصوم ، فإنه يعطى أجره بغير حساب ، يعني : أنه يضاعف أضعافا كثيرة . قال أهل العلم : و لأن الصوم اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة ، ففيه صبر على طاعة الله ، و صبر عن معصية الله ، و صبر على أقدار الله المؤلمة .
Views: 0