تعتبر قناة بنما واحدةً من أشهر القنوات المائية حول العالم؛ حيث تعبر هذه القناة برزخ بنما لتصل ما بين المحيط الهادئ من جهة، والبحر الكاريبي، والمحيط الأطلسي من جهة أخرى. قناة بنما ممر مائي يعبر برزخ بنما، ويصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. وتُعد هذه القناة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم.
معلومات عن قناة بنما
تعدُّ قناة بنما واحدةً من أهم الإنجازات الهندسية على مستوى العالم كله، فطول هذه القناة يُقدّر بنحو سبعةٍ وسبعين كيلومتراً، أي ما يعادل ثمانيةً وأربعين ميلاً، وهي بهذا استطاعت أن تحلّ معضلةً كبيرة كانت تواجه السفن البحرية التي تريد الانتقال ما بين المحيطين. فمثلاً، عملت القناة على تقليص المسافة بين كلٍّ من سان فرانسيسكو، ونيويورك إلى أقل من ثمانية آلاف وثلاثمئة كيلومتراً تقريباً.
في الوقت الذي كانت تحتاج فيه السفن قبل الانتهاء من العمل على هذه القناة في عام ألف وستعمئة وأربعة عشر ميلادية إلى قطع مسافة تزيد على عشرين ألف كيلومترٍ من أجل الانتقال ما بين المدينتين، ومن هنا فقد أخذ حجم استعمال هذه القناة يتزايد عاماً بعد عام منذ لحظة إنشائها إلى القرن الحالي، حتى بلغ حجم المرور السنوي في العام ألفين وثمانية ميلادية إلى ما يَزيد على أربعة عشر ألف سفينة.
تاريخ القناة بنما
شهد القرن السادس عشر الميلادي ظهور مفترحات هامة تشير إلى أهمية استغلال برزخ بنما من أجل إنشاء مسار يسهّل العملات التجارية بين كلٍّ من القارة الأوروبية، وبعض مناطق أمريكا اللاتينية، إلى جانب تقديمه خدمات عسكرية مهمّة للإسبان في مواجهة البرتغاليين، ويرجع أقدم ذكر لهذه القناة إلى عام ألفٍ وخمسمئة وأربعة وثلاثين ميلادية.
جاءت المحاولة الأولى لإنشاء القناة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وتحديداً في عام ألف وثمانمئة وواحد وثمانين، وذلك تحت إشراف وقيادة دولة فرنسا، غير أنّه تم التخلي عن هذه الفكرة بعد ذلك بسبب وفاة آلاف العمال نتيجةً للأمراض المختلفة التي تفشت بينهم، إلى جانب حدوث عدد من الانهيارات الأرضية، والمشاكل الهندسية.
بعد أن فشلت فرنسا في المهمة، استلمت الولايات المتحدة دفّة الإنشاء، غير أن هذه المحاولة أيضاً تسبّبت في وفاة آلاف العمال، ولكنها أثمرت عن انتهاء العمل فيها في عام ألفٍ وتسعمئة وأربعة عشر ميلادية، هذا وقد بلغت تكلفة إنشاء هذه القناة المهمّة قرابة ثلاثمئة وثمانين مليون دولار أمريكي تقريباً، كما واجه العمال أثناء إنشائهم هذه القناة العديد من المشكلات من بينها استعمال الأدوات البدائية لفترات طويلة، إلى جانب الأمراض المتفشية.
صارت القناة وما حولها منطقةً خاضعةً للولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث دامت سيطرتها عليها أكثر من ثمانية عقود، وفي عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين ميلاديّة استعادت جمهورية بنما سيطرتها عليها.
Views: 0