< >
القائمة إغلاق

متى وقعت معركة مرج الصفر بين المغول والمماليك

بفترة وجيزة قبل شهر رمضان سنة اثنتين وسبعمائة للهجرة هاجم المغول بلاد الشام في جيش كثيف وعاثوا مفسدين في الكثير من المدن ، ولكن الأوضاع هذه المرة قد تغيرت ، وجهود الشيخ ابن تيمية قد أثرت في الناس ، فثبتوا أمامهم ودافعوهم وحينما علم السلطان الناصر محمد بن قلاوون بذلك خرج على رأس جيشه ومعه الخليفة العباسي المستكفي بالله من مصر والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير ووصلوا إلى الشام وصمم المسلمون على الجهاد فإما النصر وإما الشهادة .
ㅤ ㅤ ㅤ 
واجتمع الأمراء وتعاهدوا وتحالفوا على لقاء العدو وشجَّعوا رعاياهم ، ونوديَ بالبلد دمشق أن لا يرحل منه أحد ، فسكن الناس وهدأت نفوسهم وجلس القضاة بالجامع يحلِّفون جماعة من الفقهاء والعامّة على القتال ، وتوقّدت الحماسة الشعبية وارتفعت الروح المعنوية عند العامة والجند ، وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية أعظم التأثير في ذلك الموقف ، فقد عمل على تهدئة النفوس ، حتَّى كان الاستقرار الداخلي عند الناس والشعور بالأمن ورباطة الجأش ثم عمل على إلهاب عواطف الأمة وإذكاء حماستها وتهيئتها لخوض معركة الخلاص .
ㅤ ㅤ ㅤ 
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يحلف للأمراء والناس : إنكم في هذه الكرّة منصورون ، فيقول له الأمراء : قل إن شاء الله ، فيقول : إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً ، وكان يتأوَّل في ذلك أشياء من كتاب الله منها قوله تعالى {ذلك ومَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عوقِبَ بهِ ثمَّ بُغِيَ علَيهِ لَيَنْصُرُّنَّهُ اللهُ} .
ㅤ ㅤ ㅤ 
فخرج أهل دمشق يقودهم عالمهم الفذ ابن تيمية لابساً سلاحه مع جماعة من العلماء ، والتقى جيش المماليك في “شقحب” إحدى نواحي دمشق فاتحد معه ، ووصل المغول إلى هذا المكان بقيادة “قتلغ شاه نويان” واحتدمت المعركة في مثل هذا اليوم الثاني من رمضان وحمي الوطيس واستحر القتل واستطاع المغول في بادئ الأمر أن يُنزلوا بالمسلمين خسارةً عظيمة فقُتل من قُتل من الأمراء ، ولكن الحال لم يلبث أن تحول بفضل الله عز وجل وثبت المسلمون أمام المغول وقَتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وتغيّر وجه المعركة وأصبحت الغلبة للمسلمين ، قال ابن كثير : فلما جاء الليل لجأ التتار إلى اقتحام التلول والجبال والآكام ، فأحاط بهم المسلمون يحرسونهم من الهرب ، ويرمونهم عن قوس واحد إلى وقت الفجر ، فقَتلوا منهم ما لا يعلم عدده إلا الله عز وجل ، وجعلوا يجيئون بهم من الجبال فتُضرب أعناقهم ، ومن اسماء هذه المعركة مرج الصُفر وسهل شقحب .

 

Views: 0

هل اعجبتك المقالة شاركنا رأيك