كان في احدى القرى شيخ فلاح له بقرة واحدة هي قوت عيشه ،يرعى بها على ضفاف الطرقات وفي المساء يعود بها ،فيحلبها ويصنع بذاك الحليب زبدة وفي الصباح الباكر يذهب بها إلى السوق ليبيعها ،فمر عليه بقال القرية فنظر إلى الزبدة فأعجبته فعقد صفقة مع الفلاح على أن يبيعه كل يوم نصيب الزبدة التي ينتجها ،ومرت الأيام وفي إحدى المرات أراد البقال أن يزن الزبدة فقد انتابه الشك وعندها وجد الوزنة ناقصة فقال أمهله في الثانية فوجدها ناقصة وكذى الثالثة .
فذهب مغاضبا إلى الفلاح فشد عنقه وقال له معنفا لو كان سهما واحدا لتقيته ولكنه سهم وثان وثالث ،فقال له الشيخ الفلاح ما فهمت قصدك ،فصرخ البقال في وجهه فاجتمع الناس حولهما فأخذت البقال العزة بالإثم وأخذ ينتقص من الفلاح .أيها السارق..أيها المطفف كيف تبيعني الزبدة ناقصة يا غشاش ..حينها رد عليه الفلاح بصوت بريء ما أنا إلا فلاح والله لا أفهم وليس لي معيار لأزن به غير أني أزن الزبدة بكيلو غرام السكر الذي أشتريه منك فبهت البقال وكشف أمره ..
Views: 5