ﻫﺬﺍ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺗﻄﻠﻘﻪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ؟ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﺮﺃ ….
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻣَﻦْ ﻳَﺸْﺘَﺮِﻱ ﻟَﻬْﻮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺚِ ﻟِﻴُﻀِﻞَّ ﻋَﻦْ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻋِﻠْﻢٍ ﻭَﻳَﺘَّﺨِﺬَﻫَﺎ ﻫُﺰُﻭًﺍ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻟَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻣُﻬِﻴﻦٌ ) [ ﻟﻘﻤﺎﻥ : 6 ] . ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( ﻟَﻬْﻮَ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺚِ ) ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ !
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ ﻟﻸﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﺎﻟﺴﻤﻊ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﺼﻤﻢ ! ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺫﻥ، ﻛﻤﺎ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻔﻼﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺩ ﻓﻲ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً . ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻧﺤﻮ 360 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ .
ﻳُﻌﺮﺽ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺑﻴﻦ 12 ﺇﻟﻰ 35 ﺳﻨﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﻼﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺫﻥ ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻧﺤﻮ 1.1 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺷﺨﺺ . ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ %40 ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﻋﻦ 85 ﺩﻳﺴﺒﻴﻞ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺗﺪﻣﺮ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍً ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺘﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ، ﻭﺗﻘﻠﻞ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ..
ﻧﺼﻴﺤﺘﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﻬﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﻂ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻟﻸﺫﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺛﺮﺍً ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ..
ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻠﻪ ﻋﻮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺨﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺪ ﻛﻨﺖُ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ” ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ” ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻷﻏﺎﻧﻲ، ﻓﺘﺮﻛﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻪ ﻓﻌﻮﺿﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ : ( ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺪﻉ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺑﺪّﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﻣﻨﻪ ) [ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ] .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺍﺳﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ … ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ، ﻭﺳﻮﻑ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺪﺛﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ … ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻫﺪﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻙ ﻟﺬﻟﻚ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ( ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺍﺧْﺘَﺮْﺗُﻚَ ﻓَﺎﺳْﺘَﻤِﻊْ ﻟِﻤَﺎ ﻳُﻮﺣَﻰ ) [ ﻃﻪ : 13 ] ،
ﻓﻜﻤﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻴﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻙ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﻫﺪﺍﻙ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺴْﺘَﻤِﻌُﻮﻥَ ﺍﻟْﻘَﻮْﻝَ ﻓَﻴَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﺃَﺣْﺴَﻨَﻪُ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫَﺪَﺍﻫُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ ﺃُﻭﻟُﻮ ﺍﻟْﺄَﻟْﺒَﺎﺏِ ) [ ﺍﻟﺰﻣﺮ : 18 ] .
ﻓﻼ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺃﺑﺪﺍً ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺭﻓﻴﻘﻚ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻧﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﺭﻓﻴﻘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺭﻓﻴﻘﻚ ﻳﻮﻡ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ..
Views: 0