تكتسب حبوب الهيل رائحتها ونكهة طعمها من توفر زيوت ثابتة وطيّارة في بذورها، فتركيب حبة الهيل يتكون من 20% ماء، و10% بروتينات، و2% دهون، 42% من السكريات، و20% من الألياف، والباقي هو ما يسمى بالرماد كما هي العادة في تسمية مجموعة من المواد الطبيعية والمعدنية المتبقية. الملاحظ أن الأبحاث حول الهيل لم تنقطع منذ أن بدأت في عام 1950، والمُهم أنه لا تُوجد دراسات تتحدث عن آثار عكسية أو سيئة لتناول الهيل مما يتطلب البعد عنه، بل الدراسات، وإن كان غالبها تم على حيوانات التجارب، إلا أنها تسير في اتجاه أن من المفيد تناوله على أقل تقدير.
ويُعتبر الهيل أحد أقدم المنتجات النباتية التي اُستخدمت كعلاج للعديد من الأمراض، وهو ما دلت عليه مدونات الطب اليوناني القديم وكثير من نصائح الطب الشعبي اليوم في العديد من مناطق العالم. فالوصفات الشعبية تنصح بالهيل لاضطرابات عدد من أجهزة وأعضاء الجسم. ويفتح الشهية ويُخفف من الغازات وحرقة المعدة اللتين يسببهما تناول الثوم أو البصل. وهو مفيد في تنظيف الفم من الميكروبات للقضاء على التهابات الفم ومنع تكون الرائحة غير المُحببة فيه، إضافة إلى أن اخراج زيوته الطيارة من الجسم عبر الحويصلات الهوائية في الرئة يُعطي النفس رائحة زكية. كما أنه يُفيد في تخفيف أعراض الجهاز البولي
واضطرابات البروستاتا وحرقة التبول. ويُذكر أنه يخفف من سرعة القذف، وأيضاً لرفع المزاج وإزالة الاكتئاب، كما أنه يخفف من أعراض الجهاز التنفسي في طرد البلغم وتسكين نوبات السعال الجاف، وكثيرون يُشيرون إلى قدراته في مقاومة الميكروبات. وتنصح رابطة الحمل الأميركية تناول بعض من الهيل أو زيته للتقليل من الغثيان والقيء أثناء الحمل ولاكتساب رائحة طيبة للنفس والفم من دون أن يكون ذلك مُضراً بالجنين. لا تقتصر فوائد الهال، الذي يعتبر من أقدم البهارات العطرية، على تحسين مذاق الطعام وتعديل رائحة الفم غير المرغوب بها فقط، بل يحتوي أيضاً على 51 مركّباً
تساعد على محاربة الجراثيم والأحياء الدقيقة التي تؤذي الإنسان. فقد وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا الأميركية أن الهال يقضي على جراثيم المكورات العقدية الموجودة في الفم والتي تسبب نخر الأسنان وتسوسها والتهابات اللثة وما حول الأسنان، كما يساعد على منع تأثيرات البكتيريا الجلدية المسببة لحب الشباب التي تطلق أنزيماً خاصاً يؤثر على الأحماض الشحمية الموجودة في الجلد، ما يؤدي إلى حدوث الالتهابات الجلدية وظهور البثور. وأشار العلماء إلى أن الهال يخفف الدمامل والنتوءات الجلدية عند استخدام غسولات يومية متعددة منه، كما يساهم في مكافحة أنواع الفطريات التي تصيب قشرة الرأس. وتبين أن هناك بعض المواد في الهال التي تساعد على دخول الأدوية والمراهم عبر الجلد وتسرّع من تأثيرها، ما قد يجعل هذا الأخير منافساً قوياً للأدوية المضادة للالتهاب. وتمتد فعالية الهال إلى مساعدة العضلات الملساء على الاسترخاء والتحريض العصبي في منطقة الحوض، وبالتالي يمكن اعتباره مقوياً جنسياً لدى بعض الناس. لكن من الضروري التأكد من اكتمال نضوجه قبل تناوله وإلى صلاحيته الزمنية، وحفظه في وعاء مظلم لأنه حساس للنور، وعدم تخزينه في العلب البلاستيكية لأنه يحتوي على بعض المركبات الكيميائية التي تتفاعل مع البلاستيك وتضر بالصحة، مع ضرورة إحكام إغلاق الأواني لإبعاده عن الرطوبة .
Views: 5