إن الارض التي نعيش عليها واسعة والخير كثير والعمر طويل … مع ذلك فحياتنا سلسلة من المشاكل …
ما السبب ؟!
السبب أن كل هذا لا يعنينا ….
إن ما يعنينا فقط هو رغبتنا … ورغبتنا مثل النافذة الضيّقة تطل دائمًا على ما يملكه الناس .. وتتشوق دائمًا إلى أشياء ليست في حوزتنا … ولا في إمكاننا …
إن كل ما في أيدينا يفقد سحرهُ ..ولا يسيل لعابنا إلا على أشياء لا نملكها .
إن رغبتنا هي التي تصنع المشكلة وتخلق تعارضًا بين ما نريده وبين ما هو موجود ..
إنها هي التي تحفر الخندق الواسع بين الحلم والحقيقة … هي التي تلح على الواقع طالبة تغييره بواقع آخر في خيالنا …
وهي لا تفهم .. ولا تناقش … وإنما تُلح وتُلح .. ولا تتعب .. ولا تتقبل التعقل ..
والعقل أمام نيران الرغبة التي تحرقه .. لا يجد مفرّا من مُواجهة الواقع وتدبر الوسائل لتغييره وتكييفه ليصبح مرغوبًا .. وهو يحتاج إلى الوقت والرغبة تصرخ وتريد كل شيء في الحال .. والواقع جامد ولا يطاوع التغيير بسرعة والامكانيات محدودة والحرية محدودة … والزمان والمكان والظروف والبيئة والناس قيود تضيف إلى كاهلنا أثقالًا وتجعلنا قليلي الحيلة أمام رغبتنا …
إننا نصطدم في كل لحظة بما نرغب وهذا هو سر الإشكال بالحياة .
Views: 0