نعم ، قد يحسد المؤمن أخاه، ومن ثم قال نبي الله الكريم يعقوب لولده يوسف عليهما السلام
(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) يوسف ٥
وقال إخوة يوسف : (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ – اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ) يوسف ٨-٩
وحديث عامر بن ربيعة وكيف اتجه بعينه إلى سهل بن حنيف رضي الله عنه , الحديث في مسند أحمد وغيره وفيه :
(( أن سهل بن حنيف قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل ، فقال : والله ما رأيت كاليوم ، ولا جلد مخبأة ! قال : فلبط سهل، فأتي رسول اللهﷺ، فقيل له : يا رسول الله ! هل لك في سهل بن حنيف ؟
والله ما يرفع رأسه ! فقال : هل تتهمون له أحد ؟ ، قالوا : نتهم عامر بن ربيعة ، قال فدعا رسول اللهﷺ عامرا ، فتغلظ عليه ،
وقال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ! ألا بركت ؟ ! اغتسل له ، فغسل له عامر وجهه ويديه ، ومرفقيه ، وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه ، فراح مع الناس ؛ ليس به بأس)) أخرجه أحمد ٤٨٥/٣
✔ ومعنى الحديث أن عامرًا رأى سهلًا وهو يغتسل فرأى شيئا من حُسن جلده وبشرته فحسده، فوقع سهل على الأرض مغشيًا عليه، فعلم رسول اللهﷺ بالأمر فغضب، وتعجب من ذلك وأمر أن يُبَرِّك المسلم إذا رأى مايعجبه، وأمر عامرًا أن يغتسل، فغسل الأعضاء المذكورة في الحديث وأعطي سهلًا فضل غسله فاغتسل به، فلما فعلوا ذلك أفاق سهل وراح مع الناس.
وأخرج البخاري ومسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول اللهﷺ قال لجارية في بيت أم سلمة زوج النبي رأى بوجهها سفعة ( أي تغير وسواد أو لون يخالف لون الوجه)
فقال (بهانظرةٌ . فاستَرْقوا لها ) أخرجه البخاري ٥٧٣٩ – ومسلم ٢١٩٧
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت (كان رسول الله يأمرني أن استرقي من العين) أخرجه البخاري ١٠/١٩٩ – مسلم ٤/١٨٤
✔ والمقصود ألا يقول إنسان على نفسه أنه لا يحسد، فمهما بلغت أيها المسلم من الدين و التقوى لن تبلغ درجة صحابى، وهاهو الصحابي وقع منه الحسد وهو لا يشعر، و هذا ليس الحسد المذموم،
و لكن هى العين ينظر الإنسان إلى شيء يعجبه و لا يقول من قلبه ” اللهم بارك ” فيقع منه الضرر على الآخر و قد لا يريد أن يضره، بل قد يكون أحب الناس إليه ، فمن الممكن أن يضر حتى ولده . فانتبه لهذا بارك الله فيك.
فلاتنس أبدًا إذا رأيت أي شئ يعجبك أن تقول من قلبك ( اللهم بارك)
Views: 0