سلوك الطيور المهاجرة يخطف الأنظار، تلك الحركة الانسيابية التي لا تعبأ بشئ في الحياة سوى السعي نحو تحقيق الهدف أينما كان المكان أو الأرض.. الرشاقة في التنقل بين تقلبات الحياة في غير اكتراث يربك حركتها ..
استشعار قوي بالاتجاه، وكأن بين العيون بوصلة تبقيهم على اتصال دائم بالغاية..
لا تعبأ سوى بمناخ يسعدها، يجعلها تعيش الحياة، وليس فقط بما يبقيها حية..
فارق كبير بين التنقل والسير في دروب الحياة لتبقى فقط حياً وتتنفس بعض الأكسجين لتستيقظ في الصباح، وبين أن تعيش الحياة من أجل الحياة..
تحيا في أسفار هنا وهناك، في عوالم الفكر والمشاعر والسلوك..
أسفار هي التجارب.. محطات نقف عليها نلتقط أنفاسنا.. لنتعلم..!
إذًا يمكننا!
يمكننا أن نعيش رغم تقلبات الجو..
أن نخلق عالمنا الخاص..
أن نحفظ مقومات الحياة حولنا من الضياع..
كما الطيور تهاجر للبحث عن مناخ يناسبها، وزاد يقيم حياتها..
ولأن من أراد العيش في كنف حياة صعبة المراس، عليه أن يراها كخيمة تُحمل على الأكتاف يُسافر وتخطو معه في رشاقة، وليس كمنزل كلما تهدم انهار أمامه ورأى في تصدعه نهاية العالم!
ولأن مفهوم الهجرة الدائمة يحررك من كل صنم يغلق عينيك عن جمال الحياة وسعتها..
إنه يجعلك متصل فقط بالغاية التي من أجلها كان سبب الوجود:
البحث عن الحقيقة والوصل مع الخالق، خالق البرية وخالقنا وخالق العقول وملهم الجمال.
Views: 0