لقد كان نزول آدم عليه السّلام بأمر الله تعالى لتحقيق سنّة الاستخلاف في الأرض، فقد خاطب الله تعالى الملائكة من قبل بعزمه جعل خليفةٍ في الأرض وكيف علّمه الله تعالى الأسماء كلّها حتّى تفوّق علمه على علم الملائكة التي أقرّت بعد ذلك بافتقارها إلى الله تعالى بقولها سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا، وبعد نزول آدم عليه السّلام وزوجه إلى الأرض بدآ بتعميرها وإصلاحها وحملت حواء من آدم عليه السّلام وولدت له هابيل وقابيل وغيرهم من الأولاد والذّريّة الذين تناسلوا بدورهم وأدّوا رسالتهم في تعمير الأرض وإصلاحها
مكان نزول آدم عليه السلام:
لقد ذكرت روايات عن بني إسرائيل في المكان الذي نزل إليه آدم في الأرض فقيل أنّه نزل بأرض الهند وأنّ حواء نزلت بأرض قرب مكّة ويقال أنّها جدّة، وأنّهما التقيا في مكانٍ في مكّة تعارفا فيه حتّى سمي هذا المكان بعرفات، والحقيقة أنّه لا يصحّ أيّ خبرٍ من هذه الأخبار ولم يرد عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ذكر للمكان الذي نزلوا فيه ولا فائدة ترتجى من ذلك، فالعبرة والموعظة من قصّة آدم عليه السّلام مما حصل له ومعه منذ ابتداء خلقه وامتحان الله تعالى له في الجنّة ثمّ غفران ذنبه وتوبته ونزوله إلى الأرض وهذا هو مقصد الشّرع الحكيم في ذكر قصص السّابقين.
Views: 115