– 1 : تحقيق النية الصالحة واستحضار الإرادة الصادقة والعزم الجازم على إحياء هذه الليلة على الوجه الذي يرضي رب العالمين بحيث لا تمر ساعة إلا وأنت قائم تصلي أو جالس تذكر أو مستلقي تستغفر .. وشعارك في ذلك : ( وعجلت إليك ربي لترضى ) وأن مابقي من رمضان خير مما مضى وأني لو أحسنت فيما بقي يُغفر لي ما مضى ( فالعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات .. )
-2:استحضار واستصحاب التوبة النصوح في الأمر كله طيلة تلك الليلة وهي التوبة الصادقة الخالصة الجامعة التي تعم وتشمل جميع الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها دِقّها وجُلها سِرَّها وعلانيتها ماعلِمتَ منها ومالم تعلم دونما أي استثناء أو تسويف ..
-3: استحضار أنّ العبادة في هذه الليلة خير من عبادة ألف شهر – أي أنّ عبادتها أفضل من عبادة ثلاث وثمانين سنة – لو قبلها الله – وأنّ ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه ..
– 4 :استحضار معنى إيماناً واحتساباً :
– فـ( إيماناً ) : أي إيمانا بالله ورسوله وتصديقا بمشروعية قيام ليلة القدر وما أعد الله تعالى فيها للقائمين من جزيل الثواب ..
– 5 :و( إحتساباً ) : أي طلباً للأجر والثواب بأن يقومها إخلاصاً لوجه الله تعالى لا رياءً ولا سمعةً ولا تقليداً أو غير ذلك من المقاصد بل يقومها طيبة بها نفسه غير كاره ولا مستثقل لقيامها ..
-6 : الحرص على أداء صلاتي الفجر والعشاء في جماعة حتى تنال بذلك أجر من صلى الليل كله لقوله صلوات ربي وسلامه عليه : ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ) رواه مسلم (٦٥٦)
-7: الحرص على أداء صلاة المغرب في جماعة إذ هي أول الليل وداخلة فيه وهي أولى أعمال الليلة وليس عملا يتقرب به العبد أحب إلى الله من الفريضة لقوله صلوات ربي وسلامه عليه في الحديث القدسي : ( ما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضته عليه .. )
– الحرص على الإتيان بأكبر قدر ممكن من العبادات والمأمورات الشرعية – حسب القدرة ومايقتضيه الحال – من واجبات ومستحبات يتضاعف أجرها في هذه الليلة المباركة إلى أضعاف كثيرة :
كتلاوة للقرآن وذكر لله وبر الوالدين وصلة الأرحام وفعل الخيرات من صدقة وبر وتوسعة على المحتاج وإغاثة للملهوف وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة إلى الله تعالى وغيرها من صنائع المعروف والأعمال الصالحة ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق أو أن تميط الأذى عن الطريق ..
– احرص واجتهد أن لا تأتي عليك ساعة ولا تمر عليك لحظة إلا ولسانك رطب يلهج بذكر الله إما للقرآن تالياً أو لله مسبحاً أو حامداً أو مكبراً أو مهللاً أو مستغفراً أو داعياً متفرغاً للتفكر في آلاء الله وآياته متدبراً لكتابه وكلامه مع استحضار أن أجر التلاوة والذكر والتفكر في هذه الليلة مضاعف على ما سواها من الليالي ..
– الاكثار من دعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
وعدم الاقتصار عليه في الصلاة فحسب بل عود لسانك عليه طيلة الليلة واجعل ترديدك له كترديدك للإستغفار وأنت في شأنك كله.
– الحرص على الإتيان بالأذكار المقيدة بعمل اليوم والليلة وكل ما له سبب وعدم الغفلة عنها :
كإلقاء السلام والرد عليه وتشميت العاطس والتسمية عند الإكل والشرب والحمد بعدهما وأذكار الولوج والخروج من المنزل وبيت الخلاء وأذكار النوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار المشروعة والمقيدة بأسبابها وأوقاتها والتي قد يغفل عنها المسلم في موسم تتضاعف فيه الإجور و الحسنات ..
– الحرص على ختام الليلة بكثرة الاستغفار والابتهال والرجوع والإنابة إلى الله تعالى وقت السحر وذلك قبيل أذان الفجر ومحاسبة النفس والعتب عليها في ما قد يحصل منها من كسل وتقصير وفتور مع حسن الظن بالله تعالى :
أنه – سبحانه – لم يوفقك ويعينك على ما أنت فيه من التوفيق والاجتهاد في الطاعة إلّا وهو يريد أن يتفضل عليك ويتقبل ذلك منك بفضله وكرمه وجوده – سبحانه – فله الحمد والمنة كما ينبغيان لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..
– أخيرا لا تنسوا كاتب هذه السطور و والديه من دعوة خالصة بالرحمة والقبول والمغفرة .. جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وجعلنا ممن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً وممن صام هذا الشهر إيماناً واحتساباً وممن قامه إيماناً واحتساباً ..
Views: 0