حُكم صلاة العيد
صلاة العيد مشروعةٌ في الكتاب والسُّنة وإجماع المسلمين، قال تعالى بشأن صلاة عيد الأضحى:”فصلِّ لربِّك وانحر”، وبشأن صلاة عيد الفِطر قال تعالى:”قد أفلح من تزكّى* وذكر اسم ربِّه فصلَّى” حيث قال بعض السَّلف أن معنى من تزكّى أي أدّى زكاة الفِطر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده يداومون عليها.
صلى النبي صلى الله عليه وسلم جميع صلوات العيد من أول صلاة تلت أول صيام له في السنة الثانية من الهجرة، ففيها إظهارٌ لشعار الإسلام وتمييزًا للمسلمين عن اليهود والنّصارى بطرق صلواتهم في الأعياد.
كيفيّة صلاة العيد
صلاة العيد ركعتان بإجماع المسلمين، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفِطر، فصلّى ركعتين لم يُصلِّ قبلهما ولا بعدهما.
لا يوجد أذان أو إقامة في صلاة العيد.
يُكبّر في الركعة الأولى تكبيرة الإحرام، وهي أساس التكبيرات وركن الصلاة الثابت.
يستفتح- أي يقرأ دعاء الاستفتاح – ثُمّ يكبر ستّ تكبيراتٍ مع كلّ تكبيرةٍ يرفع يديه اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم ثُمّ يتعوذ من الشيطان عقِب التّكبيرة السّادسة، ثُمّ يقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثُمّ يركع ويرفع من الركوع ويسجد سجدتين كأي صلاةٍ مكتوبةٍ.
يرفع من السجود وينتصب قائمًا ويكبر تكبيرة الرفع من السُّجود يليها خمس تكبيراتٍ مع كل تكبيرةٍ يرفع يديه اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم ثُمّ يقرأ الفاتحة وما تيّسر من القرآن ويُكمل صلاته حتى آخرها.
بعد التسليم، يخطب الإمام خطبتين يجلس بينهما، يركّز على ما تمرّ به الأمة من أمورٍ وما يحتاج له النّاس من تنبيهٍ ووعظٍ، وتنبيه الغافلين وتعليم الجاهلين.
أحكام متعلّقة بصلاة العيد
صلاة العيد جهريّةٌ في الركعتين.
يُقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الأعلى، وفي الثانية سورة الغاشية، كما ورد أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ في الأولى سورة ق، وفي الثانية سورة الانشقاق، وإنْ قرأ شيئًا آخر من القرآن فهو جائزٌ.
يُسنّ في عيد الفِطر التكبير المُطلق – أي التّكبير في أي وقتٍ – أمّا في عيد الأضحى يُشرع التّكبير المُقيد – أي التكبير عقِب كل صلاةٍ فريضةٍ في جماعةٍ – وصفة التّكبير أنْ يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
يُسن الإمام أن يقول بين كل تكبيرتين أثناء الصلاة: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلًا، وصلى الله على محمدٍ النبي وآله وسلم تسليمًا كثيرًا.
الأصل أن تؤدّى صلاة العيد في الخلاء؛ فالخروج للصحراء أو الأماكن الخالية خارج حدود العمران والبناء فيها إبراز هيبة المسلمين من خلال خروجهم جماعات رجالا ونساء للصلاة في وقت محدد عقب فريضتي الصوم والحج، وإظهارًا لشعائر الدِّين إلا في مكة المكرمة فإنّها تُصلّى في المسجد الحرام، ولكن إنْ تعذرَ الخروج للصحراء تُصلّى في المسجد.
يجوز للمرأة حضور صلاة العيد من غير زينة أو تبرّج.
Views: 200