أتت امرأةٌ إلى الصّحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بعد أن سمعته يقول بتحريم النّمص و الوشم ، فاستهجنت ذلك منه و أصّرت على مراجعته في ذلك ، و عندما حضرت إليه قالت : أراك تحرّم ما لم يحرم الله في كتابه ؟ ، قال لها و ما حرّمت ؟ ، قالت له : أراك تحرّم النّمص و الوشم ، و قد قرأت كتاب الله بين دفتيه كاملاً و لم أقرأ تحريم ذلك ، قال لها متعجباً لو كنت قارئةً لوجدتيه ، ألم تقرئي قول الله سبحانه و تعالى في كتابه ( و ما آتاكم الرّسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ) ، فأفحمت السّيدة و سكتت ، فكلّ ما أتانا عن طريق النّبي صلّ الله عليه و سلّم وجب الأخذ به ، فقد بيّن النّبي الكريم عليه الصّلاة و السّلام أنّه قد أوتي القرآن و مثله معه ، و قد جاءت السّنة مفسّرةً و مبيّنةً لما أجمله القرآن و أبهمه ، فصفة الصّلاة و صفة الحجّ و صفة الوضوء بتفاصيلها قد أتتنا عن طريق النّبي عليه الصّلاة و السّلام .
و قد كان النّبي عليه الصّلاة و السّلام قدوةً حسنةً للمسلمين في كلّ أحواله ، قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر ) ، و قد قرن الله سبحانه طاعته مع طاعة النّبي قائلاً سبحانه ( من يطع الرّسول فقد أطاع الله ) ، و قد حرص الصّحابة على الإقتداء بالنّبي الكريم في أفعاله و سائر أمره ، و قد كانت سنّته و توجيهاته صلّ الله عليه و سلّم خير هادٍ للنّاس و معلّما ، و حين سئلت السّيدة عائشة عن خلق النّبي ، قالت كان خلقه القرآن ، فقد كان عليه الصّلاة و السّلام قرآناً يمشي على الأرض ..
و قد ظهر في العصر الحديث أقوامٌ ضلّوا عن منهج الله سبحانه سمّوا أنفسهم بالقرآنيّين ، حيث يعتمدون في استنباط الأحكام على القرآن وحده لأنّه بزعمهم هو الكتاب الوحيد قطعيّ الثّبوت ، و قد تكلّم الرّسول صلّ الله عليه و سلّم عنهم بحديث قال فيه ( يوشك رجل متكأ على أريكته يتكلّم بحديثٍ من حديثي ، و يقول بيننا و بينكم كتاب الله فما وجدناه من حلالٍ حللناه و ما وجدنا من حرامٍ حرمناه ، ألا إنّ ما حرّم رسول الله مثل ما حرم الله ) .الراوي : المقدام بن معد يكرب الكندي المحدث : الألباني المصدر: صحيح الجامع الجزء أو الصفحة : 8186 حكم المحدث : صحيح.
Views: 227