الشاعر بدوي الجبل
بدوي الجبل هو الشاعر السوري الكبير محمد سليمان الأحمد ابن العلامة الشيخ سليمان الأحمد وهو واحد من أعلام الشعر العربي في القرن العشرين – ولد سنة 1900 في قرية ديفة في محافظة اللاذقية بسوريا، و”بدوي الجبل” لقب أطلقه عليه المرحوم يوسف العيسى صاحب جريدة “ألف باء” الدمشقية في العشرينيات. درس في اللاذقية وبدأ بنظم الشعر في طفولته وأول شبابه . ثم انغمس في حقل السياسة فأنتخب نائباً في مجلس الشعب السوري 1937 وأعيد انتخابه عدة مرات ثم تولى عدة وزارات منها الصحة 1954 والدعاية والأنباء.
غادر سوريا 1956 متنقلاً بين لبنان وتركيا وتونس قبل أن يستقر في سويسرا. عاد إلى سوريا عام 1962 وبقي فيها حتى توفي يوم 19 آب 1981.
يعتبر بدوي الجبل أحد رموز الشعر الكلاسيكي العربي ، تأثر شعرياً بجده المكزون السنجاري حيث انعكست بعض الإشارات الصوفية في ثنايا شعره، كما تميز شعره السياسي الذي نظمه في مقاومة الفرنسيين وله قصائد غزل جميلة .
من مؤلفاته المطبوعة :
• البواكير – شعر 1925.
• الأعمال الكاملة – 1979.
ومن الجدير ذكره أن الشاعرة فتاة غسان هي شقيقة الشاعر بدوي الجبل والإعلامي منير الأحمد (الذي عرف ببرنامج مرحباً يا صباح في الإذاعة السورية ) ابنه ، وأن الإعلامي الأستاذ محمد منير الأحمد وزير الثقافة السابق هو حفيد البدوي الذي قال فيه قصيدته المشهورة:
وسيم من الأطفال لولاه لم أخف
على الشيب أن أنأى وأن أتغربا
سبب تسميته بدوي الجبل :
ـ كان وهو لا يزال شاباً يبعث بقصائده إلى جريدة (ألف باء ) الدمشقية
ولم يكن حتى ذلك الوقت قد حاز من الشهرة ما يتناسب مع قيمة شعره.
وفي تلك الفترة برز اسم المناضل (الإيرلندي ) (ماك سويتي ) الذي ثار على الاستعمار الانكليزي لوطنه وعبّر عن ذلك بالصوم حتى الموت احتجاجاً
وفعلاً قضى صائماً بعد أن نظم قصيدة رائعة أخذ يردّدها مواطنوه غناء وترتيلاً
وقام البدوي بنظم هذه القصيدة بالعربية وأرسلها إلى جريدة ( ألف باء ) مرفقة بتحية شعرية إلى روح المناضل إيّاه.
في اليوم التالي رأى قصيدته منشورة ومزيَّلة باسم ( بدوي الجبل ).
سارع إلى ( يوسف العيسى ) صاحب الجريدة وسأله عن السبب ؟
فأجابه: (إنّ الناس يقرؤون للشعراء المعروفين ولستَ منهم وهذا التوقيع المستعار يحملهم أن يقرؤوا الشعر للشع ويتساءلوا:
من هو هذا الشاعر المجيد؟
وأنت في ديباجتك بداوة
وأنت ابن جبل!! .
وتوالت قصائده تنشر في صحف بيروت ودمشق والناس يتساءلون: من يكون هذا الشاعر؟!
إلى أن دعا صاحب جريدة ( ألف باء ) يوسف العيسى إلى حفل قدّم فيه الشاعر قائلاً: «هذا هو ( بدوي الجبل ) إنه( محمد سليمان الأحمد ).
وغلب اللقب على الاسم في المجتمع.
بعض من شعره:
الدّهر ملك العبقريّة وحدها
لا ملك جبّار و لا سفّاح
و الكون في أسراره و كنوزه
للفكر لا لوغى و لا لسلاح
ذرت السّنون الفاتحين كأنّهم
رمل تناوله مهبّ رياح
لا تصلح الدّنيا و يصلح امرها
إلاّ بفكر كالشعاع صراح
مرح على كيد الحياة و أهلها
يلقى شدائدها بأزهر ضاح
خير العقائد في هواي عقيدة
شمّاء ذات توثّب و جماح
تبني الحياة على هدى إيمانها
و العقل مثبت غيرها و الماحي
قصيدة ثانية
أنا إن بعدت عن الدّيار فإنّني
يا مي قلبي في ديارك باقي
حبّي و إنّ شطّ النوى بمزاركم
حبّي وأشواقي لكم أشواقي
لا ترقبوا منّي تناسي عهدكم
إنّ الوفاء المحض من أخلاقي
أنا لست أخلف بالنوى ميثاقكم
أو تخلفون على النوى ميثاقي
ويريق أدمعي الصدود و إن يكن
دمعي لهول الموت غير مراق
أنا كالحسام إذا جلاه صاقل
يزداد إشراقا على إشراق
Views: 4