ابـــك مــا شئــت من البكـــاء فلا شـيء يستحــق أن تبكيــه لا فقــرك ولا فشـلك ولا تخلفــك ولا مــرضـك فكـل هـذا يمكـن تـداركـه، أمـا الخطيئــة التـى تسـتحـق أن تبكيهــا فهـى خطيئـة البعـد عن إلهـك، فـإن ضيعـت إلهـك فلا شـئ سـوف يعـوضـك.
لا شئ فى هذه الدنيا يستحق أن يخاف منه الإنسان إلا الله وحده، فالإنسان قد أثبت أنه مخيف أكثر من الشيطان نفسه.
إن الإنسان الذي خطا ربع مليون ميل في الفضاء إلى القمر عجز عن خطوة طولها بضعة أمتار ليعاون زملاء له يموتون بالجوع في الهند و آخرين يسحقهم الظلم في القدس و فيتنام
و أمريكا تلتقي بروسيا على سطح القمر و تعجز عن أن تلتقي بها في مجلس الأمن
و الهروب من تلك النفس و عطبها إلى فضاء الكون حيث يكون الإعتماد على قوانين الله الدقيقة هو الأمر المأمون و السهل .. و هو أسهل آلاف المرات من عكوف الإنسان على نفسه ليصلحها و يقومها
و لكنه في ذات الوقت هروب من رسالة الإنسان الأولى على الأرض .. أن يعرف نفسه و يقومها
بالفكر و بالدين و بالعلم معاً يصنع الإنسان نفسه .. أما بالعلم المادي وحده و بدون إيمان و بدون خلق فلن يصنع من نفسه إلا جباراً و مسخاً عملاقاً مشوهاً يتنقل بين الكواكب و يخترع أسلحة بشعة رهيبة للقتل الجماعي يدمر بها الكل ثم يدمر بها نفسه دون أن يدري..
اتركي قلبكِ على سجيته .. و تأكدي أن الحب سيُطرِق بابكِ في حينه..
المستقبل كله علامات إستفهام .
و اللــه وحده هو الذى يعلــم .. متـى ؟؟ .. و كيــف ؟؟ .. تكـون النهــايـة
و الحب الذي نقصد هو ذلك الذي ينمو في علاقات قليلة و يعيش و يتحدى النسيان و يضفي النبل و الجلال على أبطاله ..
و يصبح حكايات تردد بإحترام و تأثر ..
و مثل هذا الحب نادر في زماننا ندرة الصبار المكتنز بالماء في الصحاري الجرداء ..
لكنه موجود على أي حال .. شكرا لله
النفس البشرية لا تفقد مضمونها أبدا .. ولا يوجد شئ اسمه ” نسيان ” .
فكل إحساس وكل تجربة وخبرة وكل عاطفة مهما بلغت من البساطة والهوان لا تفنى ولا تمحى .
المؤمن دائما مطمئن القلب .. ساكن النفس .. و المشاعر النفسية السائدة عنده هي المودة و الرحمة و الصبر و الشكر و الحلم و الرأفة و الوداعة و السماحة و القبول و الرضا ..
طريق الإنسان هو هذا الكدح خارجا من قبضة مادته إلى نورانية روحه .
( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ) ..
و هو في مكابدة دائمة من لحظة ميلاده يتأرجح بين قطبي جسده و روحه
في قلق لا يهدأ و صراع لا يتوقف ..
يصعد ثم يسقط ثم يعاود الصعود ثم يعاود السقوط ،،
و كل منا له معراج إلى الكمال ..
و كل منا يصعد على قدر عزمه و إيمانه ،،
و لا صعود دون ربط الأحزمة على البطون و كبح الشهوات ..
و الكامل حقا لا يرى في الحرمان حرمانا فموضوعات اللذة المادية لم تعد بذات
قيمة في نظره فهو قد وصل بإدراكه العالي إلى تذوق المتع الروحية
و اللذات المجردة .. فأصبحت الماديات بعد ذلك شيئا غليظا لا يسيغه ..
و هو ارتقاء أذواق و ليس فقط ارتقاء همم و عزائم
Views: 5