هل تعرف من هو ابو طاهر القرمطي.
أبو طاهر سليمان بن حسن الجنابي (906-944) هو حاكم للدولة القرامطة في البحرين (المنطقة التاريخية) وشرق شبه الجزيرة العربية الذي غزا مكة في 930 هـ.
أبو طاهر هو شقيق أبو سعيد الجنابي مؤسس دولة القرامطة حيث أصبح أبو طاهر قائد الدولة في 923. بدأ على الفور المرحلة التوسعية بمداهمة البصرة في ذلك العام. داهم الكوفة في 927 وهزم جيش الدولة العباسية في هذه العملية وهدد بغداد في 928 ولكنه لم يتمكن من احتلالها فقام بنهب العراق.
الرجل الخبيث ، و صاحب الجريمة العظمى في تاريخ الإسلام: اقتحام الحرم وقتل أهله ونزع الحجر الأسود، وقد نشط وبرز أمره صغيرا ومات صغيرا كذلك، فقد هلك أبوه أبو سعيد الجنابي – مؤسس جناح القرامطة في الأحساء – فجأة فانتزع أبو طاهر هذا زعامة القرامطة من أخيه الأكبر، ثم لم يلبث إلا قليلا في ترتيب أمر أتباعه حتى بدأ الإفساد في الأرض فهاجم البصرة وأقام فيها مذبحة كبرى لسبعة عشر يوما في (ربيع الآخر 311هـ)، و هاجم قافلة الحجاج العائدة من مكة (المحرم 312هـ) فقتل ما شاء وأسر ألفين وترك الباقي في الصحراء حتى ماتوا جوعا وعطشا، ثم هاجم الكوفة، ثم هاجم الأنبار واستولى عليها، وصار يعترض طريق الحجاج حتى امتنع الحج من جهة العراق، ثم هاجم مكة نفسها فامتنع الحج جملة وذعر أهلها وفرَّ بعضهم إلى الطائف، واستطاع في كل مرة هزيمة جيوش الخلافة العباسية – التي كانت حينئذ تعاني فوضى ونزاعا بين أجنحتها – هزائم قبيحة رغم تفوقهم في العدد والعدة، حتى إن جيشها الرئيسي اعتصم خلف نهر فقطع الجسور ولم يجسر على مواجهته.
و في واحدة من أضعف لحظات الخلافة العباسية، حيث جرى انقلاب عسكري فاشل على الخليفة المقتدر بالله (317هـ) هاجم أبو طاهر القرمطي مكة المكرمة يوم التروية (8 ذي الحجة 317هـ) فدخل الحرم وارتكب فيه مذبحة شنيعة، فلم ينجُ أحد ولو تعلق بأستار الكعبة، فقتل خلقا كثيرا وألقى الجثث في بئر زمزم، وصاح من فجوره “أنا الله وبالله، أنا أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا”، ونزع كسوة الكعبة ومزقها ونزع باب الكعبة وهدم القبة المبنية على زمزم، وأمر باقتلاع الحجر الأسود فكان الذي اقتلعه يصيح “أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل؟” ثم أخذوا الحجر إلى بلادهم و نهبوا ديار المكيين وقتلوا منهم نحو ثلاثين ألفا.
واستمر إفسادهم وهجومهم على البلاد في ظل عجز من الخلافة العباسية، وتناحر قادتها، حتى أنعم الله على الأمة بهلاك زعيمهم أبي طاهر هذا (رمضان 332هـ) وعمره ثمانية وثلاثون عاما فقط، وتضعضع من بعده أمر القرامطة، وزاد حال الخلافة العباسية سوءا، فالحمد لله أنه لم يعمِّر!
وانقضت بموته عشرون عاما عصيبة لم يكن في تاريخ الإسلام مثلها .
Views: 15