< >
القائمة إغلاق

المعركة التي انتصر فيها المسلمون على القبائل البربرية، الفتوحات الاسلامية لبلاد المغرب العربي.

المعركة التي انتصر فيها المسلمين على القبائل البربرية

خلال أواخر القرن السابع ، قامت جيوش الخلافة الأموية  بفتح شمال إفريقيا على مدى عقود ، والتي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية.

أرسل الخليفة “عبد الملك بن مروان” قائداً جديداً لمنطقة شمال افريقيا ذا كفاءة عالية ، وهو “حسان بن النعمان”، الذي أستهل ولايته بفتح مدينة (قرطاجنة) أعظم مدن المغرب وقتها وكانت تحت سيطرة الروم.

ثم سأل “حسان” بعدها عن أقوى ملوك إفريقيا ليسير إليه ، فيهزمه أو يُسلم ، فقيل له: الكاهنة “ديهيا” ، وهي امرأة بجبل (أوراس) أصبحت زعيمة البربر بعد مقتل “كسيلة” ، و كانت إحدى العقبات الرئيسية أمام الفتح ، وهي ملكة بربرية قاتلت ضد تقدم الأمويين إلى (نوميديا) .

اول هزيمة للمسلمين 

فأسرع إليها “حسان بن النعمان” ليقاتلها ، فوقعت الهزيمة على المسلمين في معركة (نهر نيني) ، الذي أطلق عليه المسلمون بعدها اسم (نهر البلاء) وذلك سنة 77هـ . 

إنتصرت الكاهنة “ديهيا” على جيش الأمويين ، مما أوقف مؤقتاً حملة “حسان بن النعمان” لغزو (نوميديا) ، وتراجع جيش “حسان” ووقع في الأسر عدد من المسلمين ، منهم “خالد بن يزيد القيسي” .

عادت الكاهنة إلي موقعها في جبال (أوراس) ، وإجتمعت بالأسري الثمانين ، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فأكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة ، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسرى ، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو “خالد بن يزيد العبسي” ، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن ، بل وعمدت إلى تبنيها لخالد واتخذته ولداً لها وفقا لشعائر دينها.

بعد أن انتهى الخليفة “عبد الملك بن مروان” من القضاء على الفتن الداخلية ، أرسل إمدادات كبيرة إلى المغرب لمساعدة “حسان بن النعمان” ، فلما تكاملت استعدادات المسلمين إنطلق “حسان بن النعمان” بالجيوش الإسلامية إلى جبال (الأوراس) معقل الكاهنة ، و أقترب “حسان” من الكاهنة ، لكن يبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة خافت و ضعف حماسها بحربها ضد المسلمين لعلمها أنهم أنهوا صراعاتهم الداخلية و تفرغوا لها. 

ودخلت في صراع نفسي حاد ، توصلت بضغطه إلى إتخاذ قرار بتحرير ولديها ، بل وحثهم على عدم إتباعها في حربها ، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتي الموت ، ولا بد لها من أن تفي بوعدها. 

ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش “حسان” إلى إفريقيا وتوجهه نحو منطقة (تبسة) حيث ترابط ، حتى هربت و غادرت المنطقة وإتجهت نحو الجنوب ، بعد أن أوصت “خالد العبسي” أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند “حسان”. 

موت الكاهنة ديهيا

ويروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما: (خذ يا خالد أخويك إلى حسان ، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت). 

ويلاحظ أنها قالت كيف تموت ، ولم تقل كيف تنتصر لعلمها انها لن تستطيع الإنتصار على المسلمين هذه المره ، وهكذا خاضت آخر معركة لها المعركة – التي وصفت بأنها “شرسة” – وإنتهت بإنتصار جيوش الخلافة الأموية ، وموت الملكة “ديهيا” التي جيشت البربر ضد المسلمين العرب ونهاية المقاومة البربرية المنظمة للفتح الأموي ، في منطقة (بئر العاتر) جنوب ولاية (تبسة) في 2 رمضان 82 هـ. 

وما زالت حتى الآن البئر التي حفرتها عندما حاصرها المسلمين ومنعوا عن جيشها الماء ، ما زالت قائمة تدر الماء ، ويسميها الناس بهذه المنطقة حاليا (بئر الكاهنة) .

وبعد هذه المعركة أقبل البربر على دين الإسلام يبايعون لخليفة المسلمين ويقاتلون تحت رايته ، وفتح الله على أيديهم بلاد عدة ، وكان لهم المشاركة الكبيرة في فتح الأندلس أعادها الله إلينا .

 

Views: 1

هل اعجبتك المقالة شاركنا رأيك