-->
اشهر الفلاسفة والمفكرين على مر العصور → نجوم سورية
القائمة إغلاق

اشهر الفلاسفة والمفكرين على مر العصور

1 – ارسطـو ARISTOTLE

انه احد عظماء المفكرين، لقد ساهم بمفرده في تنوير العالم، وذلك بجمعه كل ما كان هناك

من علوم ومعرفة في عصره ولد في مدينة اسطاغيرا ( بمقدونيا) عام 383 قبل الميلاد،

كان والده طبيب الملك الخاص آمنتاس المقدوني جد الاسكندر الكبير المعروف بذي القرنين،

وتوفي والده المدعو نيكو ماخوس وارسطو كان مازال فتى، فارسله ولي امره

الى مدرسة افلاطون حيث بقي عشرين سنة فاخذ العلم والفلسفة،

فكان ابرز تلامذة افلاطون حيث لقب بالمعلم الاول.

سنة 347 ق.م. توفي افلاطون فذهب الى آترنيوس احدى المدن اليونانية في آسيا الصغرى،

حيث تزوج شقيقة الحاكم هناك هومياس، وبعد عدة سنوات استدعاه الملك فيليب المقدوني

ليكون معلما لابنه الاسكندر الذي اصبح كبيرا فيما بعد.وقد سكن جزيرة لسبوس

وقد لازم الاسكندر صديقا ومعلما ومرشدا حتى قام الاخير بحملته الحربية الى آسيا.

ومما يقال ان الاسكندر كان يرسل الى معلمه نماذج عن نباتات ونماذج عن حيوانات المنطقة

الذي كان قد مر بها مساهمة من في زيادة اطلاع ارسطو وتسهيل ابحاثه ودراساته

ومن هنا استطاع ارسطو ان يؤسس اول حديقة حيوانات في العالم.

في سنة 332 ق.م. افتتح ارسطو لوقيون في اثينا، وقد عرف اتباعه بالمشّائـين،

هذا لما عرف به بانه كان يتمشى بين التلامذة وهو يلقي الدروس، وقد ظل يدير هذه المدرسة

حوالي خمسة عشر سنة، وينقح كتبه التي ظهرت في ذاك العهد، لقد علم ارسطو الكثير

من التلامذة رغم عداوة المقدونيين الى اثينا، وقد كانت مدرسة ارسطو اهم مركزا للابحاث

العلمية والبولوجية والتاريخية والشؤون الحكومية والادارية، وكانت تناقش كل المواضيع

التي يتطرق اليها العلم في ذاك العصر وقد دونها في كتبه ومؤلفاته بعد ان يوضحها،

ولهذا سمي بالمعلم والاول وهومن اشهر ما كتب الأبحاث والسياسة

والمنطق والعلم والفلسفة ومن اشهلر مؤلفاته

( اورغانون، السياسة، فن الشعر، تاريخ الحيوانات، وعلم الفلك.)

في سنة 323 ق. م. توفي الاسكندر في في شمال العراق بالمنطقة المعروفة

ببابل قديما وهو في سن الثالثة والثلاين من عمره وفي عز انتصارته، فاحتلت مقدونيا اثينا،

وارسطو من اتباع المقدونيين فدبر له اعداؤه تهمة الالحاد فترك مدرسته

وهرب الى مدينة خلسيس فاقام فيها سنة واحدة وتوفي بعد ان مرض

مرضا شديدا وهو في عمر الثالثة والستين.

فكان الثاني بعد سقراط من العظماء الذين قضوا نتيجة جهلاءالسياسة.

2 – افلاطون PLATO

اسمه الاصلي ( أرسطو كليس ) لكنه سمي بالعريض، ولبسه اللقب افلاطون،

لعرض كتفي هذا الفيلسوف العظيم، واسم افلاطون تعني باللغة الاغريقية العريض

وهكذا تغلب اللقب على اسمه الاصلي، ولد افلاطون في اثينا سنة 427 ق.

ويقال انه توفي بنفس اليوم الذي ولد فيه، ومات عن عمر يناهز الثمانين في حياة

مليئة بالعلم والفلسفة والسياسة، افلاطون هو ابن احد الارستقراطيين النبلاء في اثينا،

الامر الذي فسح له المجال للتفرغ الى اعماله وابحاثه. تعرف الى سقراط الحكيم

بواسطة انسباء والدته، وكان في صياه احد ابطال الرياضة، وقبل ان يبلغ العشرين

كان شاعرا ولكن قد مزق كل ماكتبه عن الشعر بعد ان التقى سقراط الحكيم،

كان ميالا للاشتغال بالسياسة، الا انه اقتنع فيما بعد بان اصحاب الضمائر الحية

لا مكان لهم في هذا المجال الذي يسيطر عليه اناس لا تفكير لهم الا الحروب والسيطرة وحب الحكم.

بعد ان توفي سقراط اراد ان يسافر فكانت ايطاليا اول بلد يزوره ثم انتقل الى صقلية

وبعدها الى مصر، وقد كتب عن حياة الفساد في ادارة الدول الذي زارها وعن فساد

حياة الشعوب هناك، وكان قد التحق في صقلية ببلاط ( ديونيسيوس ) الاول ملك

سرقسطة وفي اواخر ايام حياته راوده حلمه القديم فتدخل في السياسة

بصفته معلم ديونسيوس الثاني، الا انه تخلى عن السياسة نتيجة المؤامرات

وعن كل نشاط سياسي. وعاد الى اثينا حيث انشأ الاكاديمي التي بقي رئيسها حتى الممات.

ستة وخمسون كتابا هي مؤلفات افلاطون معظمها يدور بشكل حوار فلسفي

يشترك فيه عدد من مشاهير الشخصيات مما شكل صعوبة في الدرووس الفلسفية،

ومن اشهر مؤلفاته، عن الحب (المشهور بالحب الافلاطوني)

وفيدو الذي يتكلم بلسان المعلم سقراط حول خلود الروح، الجمهورية وهو كتاب

يحكي عن الدولة المثالية والمدينة الفاضلة حتى انه تكلم عن الاشتراكية

والشيوعية وشيوعية النساء ولكن ربط هذه الفلسفة بالآلهة التي هي

الكمال في ذاك الزمان ولكنه لو سبق ابن خلدون وربط السياسة

بالاقتصاد لكانت قد تغير الكثير من المفاهيم السياسية باكرا وكان قد تغيير وجه العالم

وكذلك كتابه، طبيعة المعرفة، وكتابه تيماس الذي يتكلم عن طبيعة

العالم الجسماني او عالم الحس، وهذا الكتاب هو اكثر كتبه غموضا.

في مقدمة لكتاب الجمهورية لإفلاطون يقول الفيلسوف الاميركي ايمرسن،

احرقوا كل الكتب وطالعوا هذا الكتاب لأنه كتاب الكتب.

3 – ســقراط SOCRATES

ولد المعلم سقراط في اثينا حوالي سنة 469 ق. م.واشتغل في مطلع عمره مع والده بالنحت،

ولكنه كان شجاعا في المعارك، وكان يتحمل جميع المصاعب التي تصادفه في صبر عظيم،

وكان رجل مبادئ وكان يفضل الموت على ان يقوم باعمال خاطئة،

ولم يكن يبالي بالمال وهذا مما سبب له كره زوجته له،

انه لم يخلف أي كتب او مخطوطات الا انه يعتبر من اعظم مفكري العالم قاطبة،

اما الفضل بنشر اراء سقراط كان لافلاطون الذي نقل للمعلم افكار المفكر العظيم

وكذلك المؤرخ الاغريقي زينوفون الذي كتب عن سقراط واعماله الفكرية

انه كان يعتقد بمدبر واحد للكون ولكنه اعترف مرغما بوجود الآلهة التقليدية لذاك العصر،

وعلى غزارة مواهبه كان يردد دائما اني اعرف شيئا في هذا الكون هو اني لا اعرف شئيا.

وقد كان بجاهر امام الناس بانه ليس حكيما ولكن طلابه احبوا حكمته وفلسفته ورددوها من بعده.

اعتاد سقراط ان يتمشى في اسواق اثينا، وان يتردد على المجتمعات العامة

ويحاور الناس الكبار والصغار الاغنياء والفقراء الاصدقاء وعابري السبيل

وكانت فلسفته الحوارية تشد الناس اليه، وما ان بلغ العقد السابع من عمره حتى

ألّب عليه طبقات الشعب لانه كره النظام الديمقراطي الناقص في الحكم،

ولم يستسغ ان يتولى الزراع الحكم وكذلك الطبقة الارستقراطية

ولذلك حقدت عليه بعد ان وجه لها تهم الاستبداد بالشعب، فُوجهت اليه ثلاث تهم هي:

انكاره للآلهة، ودعوته الى اله جديد، وافساده للشباب الذي فـتن به

والـتف حوله مأخوذا بسحر افكاره وحواره.

وقد تقدم ثلاثة من الد اخصامه بهذه التهم، هم: مليتس، ليكون ،

وانيتس، وقد قضى شهرا في السجن ينتظر الموت، غير مبالٍ باغراء اصدقائه بالفرار الذي كان امرا

على جانب من السهولة، وكذلك غير مبالٍ باستعطاف القضاة للعفو عنه.

فدفع دفاعا عظيما عن التهم الموجهة اليه فقضى عليه ان يموت

بشرب السم ولكنه وهو يشرب السم كان يردد المجد لمهندس الكون الاعظم.

وفي جميع محاورات افلاطون نرى شخصية سقراط الرئيسية فيها،

اما محاكمته الشهيرة، ودفاعه وموته جميعها مفصلة في كتاب

فيدو وكتاب الدفاع لأفلاطون، لقد مات سقراط فقيرا معدما وكان يقترض الاكل والدجاج من اصدقائه

4 – الفارابي

هو ابو النصر محمد الفارابي، احد اركان الفكر العربي وقد عرف بفيلسوف الاسلام،

ولد في خراسان حوالي سنة 872 م. بلغت مؤلفاته ورسائله حوالي المئة، عالج فيها الفلسفة، المنطق، الهندسة،

الموسيقى، اما اكثر هذه المؤلفات فقد ضاع من جراء الحروب التي حصلت بعده.

في ذاك الوقت كانت بغداد ام العلوم والثقافة ويقصدها الطلاب من كل بلاد العالم،

وعندما انهى علومه التحق بحاشية امير حلب سيف الولة الحمداني،

غير انه اقترب اليه بالموسيقى اكثر من الفلسفة.

كان الفارابي متزهدا في دنياه، ومقتنعا بالكفاف من العيش، وكان دائم التأمل والتفكير يستوعب

المذاهب الفلسفية ويعطي من تفكيره اراء فلسفية جديدة يضيفها عليها، لقد برع في اللغات، وصال في الرياضيات.

وتمعن في الطب، وجال بالموسيقى، واشتهر فيما بعد بمذهبه الفاربي تيمنا به،

وقد شرح فلسفة ارسطو وخاصة في علم المنطق، ومن اشهر كتبه آراء اهل المدينة الفاضلة،

احصاء العلوم، وما ينبغي ان يقدم قبل تعلم الفلسفة، وكتاب الموسيقى،

وكتاب في احصاء الايقاع، .. والفارابي هو اول من وضع اسس الانسكلوبيديا العربية

ويقال ان الفارابي قد اخترع الة موسيقية هي شبيهة بالقانون.

توفي الفارابي في دمشق سنة 950، وقد نال عن استحقاق لقب المعلم الثاني

بعد ارسطو ويمكن القول ان الفيلسوف ابن رشد قد اخذ الكثير من الفارابي.

5 – القديس اوغسطينوس SAINT AUGUSTINE

ولد هذا الفيلسوف في شمالي افريقيا سنة 354 م. كانت والدته مونيكا تقية في ديانتها،

التي اثرت عليه ثأثيرا قويأ في حياته، اما والده فقد اعتنق الدين المسيحي فيما بعد،

درس في مادورا البلد المسمى تونس اليوم، واتم علومه في قرطاجة

حيث تعلم البلاغة والمنطق الى جانب الكثير من الفلسفة، تعلم لغات ذاك العصر الرومانية، والفنيقية وغيرها

حاضر في البلاغة سنوات عديدة ومن ثم انتقل الى روما في سنة 383

ثم الى ميلانو حيث اجتمع مع والدته هناك، وبقي متأرجحا باعتناق بالديانات

التي كانت سائدة في ذاك العصر، لكنه اهتدى الى المسيحية،

واعتمد في سنة 387 وعاد الى افريقيا بعد ان اعتزم دخول الرهبنة.

القديس اوغسطينوس كرس حياته للرهبنة ووضع الكثير من المباديء اللاهوتية

التي اصبحت فيما بعد العقيدة الأساسية للكنيسة الكاثوليكية،

وقد ترجم الكثير من المؤلفات الى الغرب ومن الغرب الى الشرق، ومن اشهر مؤلفاته.

(الاعترافات، ومدينة الله. وقد توفي في سنة 430 في بلدة هيبو التي اقام فيها وكان مطرانا عليها

6 – الكندي

فيلسوف العرب، ابو يوسف يعقوب الكندي، ابن اسحق امير الكوفة في عهد الخلافاء العباسيين،

المهدي، والهادي، والرشيد، كان جده الصحابي الجليل الاشعب بن قيس،

واجداده من ملوك الجاهلية، والامراء في الاسلام.

ولد الكندي في الكوفة حوالي سنة 801 م. وتوفي في بغداد سنة 867،

لقد درس الحساب والرياضيات، والمنطق، والهندسة، والطب، والفلسفة،

والطبيعيات، الى جانب كبير بالثقافات الفارسية والهندية، واليونانية.

لقد اعترف فرنسيس بايكون في فلسفة واراء الكندي، وقال عنه :

ان الكندي وابن الهيثم في الصف الاول مع بطليموس، ويعدد ابن الهيثم في فهرسته مؤلفات الكندي

كما يلي: 22 كتابا في الفلسفة، 19 في النجوم، 23 في الهندسة،

22 في الطب، 16 لفي الفلك، و17 في الجدل، و11 في الحساب،

و12 في الطبيعيات، و8 في الكريات، و7 في الموسيقى و9 في المنطق،

و10 في الاحكاميات، و14 في الأحدائيات، و8 في الأبعاديات، خمسة في المقدمة.

وكذلك له رسائل في آلآهيات ارسطو، وفي معرفة الأدوية المركبة،

وفي المد والجزر البحري، وفي بعض الآلات الفلكية، ومقالات في تحاويل السنين،

وعلم المعادن والجواهر وانواع السيوف وغيرها.

الكندي كان غزيرا في العطاء حتى قيل عنه انه فاضل دهره وواحد عصره

في معرفة العلوم باسرها، كما انه قد عُرف بفيلسوف الاسلام في الغرب

7 – يوحنا الدمشقي

هو منصور بن سرجيوس الذي عرف فيما بعد بيوحنا الدمشقي،

ولد في دمشق عاصمة الامويين سنة 695 وتوفي في القدس عام 754 م.

عمل في صباه في ادارة المالية في الدولة الاموية. ولكنه تعبد وهجر الحياة

المليئة بالحروب والجواري والحريم، ودخل دير القديس سابا قرب القدس،

لقد تنسك وانقطع الى الدراسة والتأمل، ثم انتُدب للوعظ والارشاد والتعليم في منطقة اوروشليم،

انه احد اعلام المفكريين الدينيين السوريين، وكتاب ينبوع المعرفة الذي وضعه

يُعتبر اول مجموعة لاهوتية ظهرت في الكنيسة المسيحية، الذي جمع فيها خلاصة

الفكر اللاهوتي للكنيسة اليونانية، انه قد سبق القديس توما الإكويني الذي وضع

مجموعة مماثلة عرفت بالخلاصة اللاهوتية

وليوحنا الدمشقي، تراث شعري خالد من الترانيم والاناشيد الدينية، فضلا عن

مؤلفات عدة في التفسير، الزهد، ومجموعة ضخمة من المواعظ والخطب.

اما ينبوع المعرفة فيشتمل على ثلاثة اقسام هي : الفصول الفلسفية، وكتاب الهرطقات،

وبيان صحيح الإيمان الذي شرح فيها عقيدة الثالوث الأقدس، واعمال الله والعناية الألهية،

لقد اعتبرته الكنيستان اليونانية واللاتينية من قديسيها لسمعته الحميدة وسعة اطلاعه

8 – ابن سينا

انه اعظم علماء الاسلام قاطبة، وابو الاطباء، والوحيد بين الفلاسفة الاسلام

الذي ذاع صيته في كل اصقاع الدنيا

ولد في بلدة خرمشين قرب بخارى سنة980، ومات في هذان سنة 1037،

وعندما مات والده اخذ منصبه في خدمة السلطان نوح بن منصور الساماني

ومملكة سامان هي افغانستان اليوم، وبدأ يتقلب في مناصب الدولة حتى اصبح وزيرا.

كانت حياة ابن سينا مضطربة دائما بسبب التقلبات السياسية، فهو حينا مغضوب

عليه ومضطهد، واحيانا مختفي او مقرب من الدولة، ولكن كل هذا لم يصرفه عن الدرس والبحث والتأليف.

لقد درس ابن سينا الفلسفة والمنطق والهندسة والرياضيات وعلوم ما وراء الطبيعة،

وقد دفعه طموحه الى العلم فعكف على دراسة الطب.

ان اشهر كتاب خطه ابن سينا هو كتاب القانون، وقد ظل مئات السنوات بعده

من اهم المراجع في الطب في الغرب والشرق، بعد ان تعرف الى عالم يدعى الشيرازي

في جراجان التي اقام فيها بعد مغادرته بخارى، اشترى بيتا قربه عاش

فيه ابن سينا ومن هذا البيت خرجت عبقريته واعطت المؤلفات القيمة بعد ان صنفها،

ولإسباب سياسية عاد الى همذان ثم هاجر الى اصفهان في رعاية الأمير علاء الدولة.

ان ابن سينا ليس عالما اسلاميا وحسب بل انه عالم عالمي،

لقد نظم الفسفة التي استقاها من ارسطو، وقد فهم فلسفة الفارابي وتوسع فيها،

ويقول الباحثون بانه صنفها واخرجها بنظام اتم واوسع، وبقيت كتبه الفلسفية

في الطب تُدرس في الجامعات الاوروبية والشرقية حتى القرن السابع عشر،

وتزيد مؤلفاته ورسائله، على المائة، وهي تحكي عن الطب والفلسفة

والرياضيات والموسيقى والفلك والطبيعيات وعلم طبقات الارض وعلم المنطق

9 – القديس توما الاكويني

يقال عنه انه امير الفلسفة اللاهوتية، ولد في نابولي –ايطاليا سنة 1225 وتوفي 1274،

وللقديس توما تأثير عميق في لاهوت الكنيسة الغربية، انه الثاني بعد الاسقف

القديس اوغسطيسنوس الذي تعمق في فكر الكنيسة،

درس في جامعات نابولي وانضم الى سلك الرهبنة الدومانيكانية،

وكان هذا ضد مشيئة اهله، بل كان مثال الانسان المفكر والعالم،

وكان قد درس على يد الفيلسوف البافاري القديس البرت الكبير الذي كان صديقه الحميم

درّس في جامعات روما وباريس ووضع مجلدات قيمة بين الاتجاهات الفكرية والفلسفية القديمة،

وفي سنة 1274 دعي لحضور مجلس عام في مدينة ليون الفرنسية

والغاية من هذا الاجتماع هو التوفيق بين الاختلافات بين الكنيستين اللاتينية

والكنيسة اليونانية، لكنه توفي على الطريق في السابع من اذارمن تلك السنة

ان مجموعة اللاهوت الكبيرة الذي انجزها كانت حصيلة سنين عديدة من الدرس والتحميص

وهو مؤلف ضخم ضم الآداب واللاهوت والميتافيزيك. لقد بدأ هذا العمل

ولم يجمعه ولكن اُتم بعدوفاته حسب خطته، وقد ُطوّب قديسا سنة 1323

10 – الغزالي

حجة الاسلام ، زين الدين الغزالي ، انه من بين اثني عشر عبقريا من مفكري وعلماء الاسلام ،

ولد في طوس من اعمال خراسان ، سنة 1095 وتوفي في خرسان ايضا سنة 1112

منذ نشأته كان تقي ورع ولهذا اخذ الخط الصوفي والتعبد ، فدرس مختلف المواهب الدينية

التي واجهته في عز شبابه ،فدرسها درسا تحليلياَ منطقيا بغية المعرفة .

ويمتاز الغزالي على غيره من علماء الكلام في كونه قرب الدين من العقل الاعتيادي

وكشف دقائقه امام اذهان الشعب العادي ، في حين الكثيرين من علماء الفقه ورجال الدين

في عصره والعصور التي سبقت ساروا في تفكيرهم على اساس الغموض ،

وفي بحار من المعميات والاسرار .. وهو حين قرب الدين لم ينزل به بل استطاع بما اوتى

من قوة العارضة وصفاء التفكير وسعة الاطلاع ان يرفع الايمان من حضيض السذاجة

الى قوة التفكير العالي ،هذا مما جعل المفكري في الغرب والشرق يرون فيه المثل الأعلى

للتفكير الرباني ،والنور المبدد لروح الشك والتشاؤم ،ويعد الغزالي بمصاف القديس توما الاكويني في هذا المجال،

ومن اشهر كتبه(احياء العلوم في الدين و تهافت الفلاسفة)

11 – ابن طفيل الاندلسي

هذا العالم قد ترك لنا قصة هي من اروع القصص واغربها علميا وادبيا ،

قصة حي بن يقظان ، التي تعتبر في مقدمة الآثار العربية التي تستحق

الخلود في تاريخ تقدم الفكر الانساني.

ابصر النور في قادس ، في الاندلس ، في مطلع القرن الحادي عشر

وتوفي في مراكش سنة 1185 م . كان استاذ ابن رشد ،، وقد نقد بطليموس ،

ونقد فلسفة الفارابي والغزالي وابن سينا . اما فلسفته في قصة حي بن يقظان

فكانت طبية اكثر منها قصة ادبية التي تحكي عن حي الذي نشأ في جزيرة

من جزر الهند تحت خط الاستواء، منعزلا عن الناس ،

في حضن ظبية قامت على تربيته وتأمين الغذاء له من لبنها ،

وما زال معها، وقد تدرج في المشي يحكي اصوات الظباء ،

ويقلد الطيور ويهتدي ال مثل افعال الحيوانتات بتقليد غرائزها ،

ويقايس بنه وبينها حتى كبر واستطاع بالملاحظة والفكر والتأمل أن يحصل على غذائه ،

وان يكشف بنفسه مذهبا فلسفيا يوضح فيه سائر حقائق الطبيعة ،

ابن طفيل كان عالما فلكيا ورياضيا وطبيبا، وفيلسوفا ، واديبا،وان اثاره الخالدة تستحق الوقوف عندها

12 – ابن باجه

كان اول فيلسوف في القرون الوسطى فصل ما بين الدين والفلسفة في البحث

بنى فلسفته العقلية على الرياضيات والطبيعيات ،الى كونه فيلسوف وشاعر اندلسي ،

وعالم بالطب والفلك

ويمكن القول ان عمانوئيل كانت قد سار على فلسفة ابن باجه… لقد خلع عن

الفلسفة الاسلامية سيطرة الجدل ، وادخلها في دائرة العلم الصحيح ،

ولد في سرقسطة في الاندلس في اواخر القرن الحادي عشر وتوفي سنة 1138 في فاس _ مراكش

وضع ابن باجه كثيرا من المؤلفات في ارسطو وشروحه، وفي المنطق

والطب والهندسة والنبات ،والادوية الفريدة والفلك والنفس والعقل وغيرها ،

ولسؤ الحظ قد ضاع منها الكثير وبقي منها تلك الرسائل والمخطوطات

المترجمة الى اللاتينية والعبرية ويعود فضل هذه الترجمة الى القديس توما الاكويني

13 – ابن خلدون

تبدأ فلسفة الانظمة الحديثة مع ابن خلدون ، لانه الوحيد من بين المفكرين الذي ربط السياسة بالاقتصاد.

ان مقدمة ابن خلدون هي التاريخ العام الذي بنى كارل ماركس فلسفته عليها ،

قد ادرك وتصور وانشأ فلسفة التاريخ ،وهي بلا شك اعظم عمل خلقه أي عقل

في أي زمان لأن هذه المقدمة هي حجر الزاوية في التاريخ .

ولد ابن خلدون في تونس سنة 1332 وتوفي في القاهرة عام 1406 ،

،مقدمة ابن خلدون تاريخية فلسفية لم ينسج احد على منوالها قبلا ،

حتى علماء الرومان والاغريق وغيرهم ، وهناك استشهاد من علماء الافرنج بابن خلدون

فقد قال : روبرت فلنت : من جهة علم التاريخ وفلسفته يتحلى الادب العربي باسم من المع الاسماء ،

ان من يقرأ المقدمة باخلاص ونزاهة لا يستطيع الا ان يعترف

بابن خلدون الذي يستحق بجدارة لقب مؤسس علم التاريخ .

اتخذ ابن خلدون من المجتمع وما فيه من ظواهر مادة لدرسه،

محاولا ان يفهم هذه الظواهر ويعللها على ضؤ المجتمعات التاريخية ،

وان يرتب من تفاعلها قوانين اجتماعية عامة ، هذا ما جعل الباحثين

يقولون بتفوق ابن خلدون على ماكيافيلي تفوقا عظيما في التفكير ونوع النتاج ،

وخاصة في نظريات العصبيات واعمار الدول وخواصها ومعالجتها من النواحي الاجتماعية ،

14 – ديكارت Rene Descartes

انه الفيلسوف الفرنسي وأحد الرواد في علم الرياضيات الحديثة ،

ولد رينيه ديكارت في تورين –فرنسا في 31 اذار 1596 ، كان في الثامن من عمره

عندما ارسل الى المدارس اليسوعية .ومن ثم ارسل الى هولنداواقام فيها سنة 1628 فذاع

صيته واصبح شهيرا ، ولم يكن يوما رياضيا محترفا بل كان فيلسوفا ،

قضى حياته في اسوج حيث درّس الملكة كريستينا ،

وكانت الملكة تفضل الدرس الساعة الخامسة صباحافكانت الساعات الاولى

من الصباح مع قسوة الطقس الشتوي في اسوج قاتلة بالنسبة

لهذا الفيلسوف الهزيل البنية فمات في استكهولم في 11 شباط 1650 .

كان ديكارت مولعا بالايضاح والاستنتاج المنطقي ، وفي الوقت نفسه كان

كاثوليكيا متعلقا بعلم اللاهوت التقليدي ، وقد تحول هذا التناقض عنده الى

نظام في التفكير اكسبه لقب ابو الفلسفة الحديثة .

اما تقسيمه العالم الى وحدتين متصلتين هما الجسد والروح فيعرف بالنظام الثنائي .

وهو اساس نظريتين متعاكستين في التفكير الحديث : المادية والمثالية .

قد استنبط ، بصفته رياضيا هاويا ، الهندسة التحليلية ، ونشر طريقته كملحق لأحد كتبه .

ديكارت التناقضي التفكير ، المؤمن ، المادي ، المثالي ، هو القائل ( انا افكر اذن انا حي )

15 – فرنسيس بايكون Francis Bacon

انه احد المدعين العامين التي عينته الملكة اليزابث في محاكمة صديقه

الايرل اوف ايسيكس بعد ان خانه لقاء مبلغ 1200 استرلينية ،

وقد كانت مرافعات بايكون ذاث اثر كبير في الحكم بالاعدام على ايسيكس

السر فرنسيس بايكون ولد في لندن العام 1561 وتوفي 1626 ولم يغادرها ، كان فيلسوفا، وسياسيا، واديبا

انتقل من نقابة المحمين الى البرلمان، وقد منح لقب فارس لدى تسلم

الملك جيمس الاول العرش البريطاني ،

وكان تدرجه في الحياة السياسية سريعا، فأصبح رئيسا للسلطة القانونية .

ولم تمض ثلاث سنوات حتى اُتهم بالرشوة ، ولكن عُفي عنه بدون

ان يسمح له بالعودة الى البرلمان ، فانصرف الى التأليف والكتابة والفلسفة حيث نال شهرة كبيرة.

كانت شخصيته مميزة عن باقي الفلاسفة ، كانت مليئة بالتناقضات العجيبة . .

. ذلك انه كان قادرا على وضع مؤلف قيم ككتابة ( تقدم العلم )

ثم ترأس غرفة التعذيب الخاصة بالبلاط الملكي ، اما كتابة

( الأداة الجديدة ) الذي وضعه سنة 1620 فُيعتبر اشهر مؤلف في النثر ظهر في ذاك العصر .

ففي هذا الكتاب وضع بايكون طريقة الاختبار العلمي المتبعة اليوم ،

وقد شاء بايكون ان يبرز اسلوبا جديدا في المنطق يتمم الاسلوب

الذي وضعه ارسطو في رسالته عن المنطق (اورغانون)

في كتابه الاطلنتد الجديد يصف بايكون الدولة المثالية .

ويمكن القول ان الجدل ظل قائما مدة طويلة حول كتاباته بعض روايات شكسبير .الا انه لم يُثبت هذا الادعاء

اللورد بايكون رغم تألباته انه فيلسوف كان بأمكانه ان يردد من الذاكرة ما ورد في كل كتاب من كتبه كلمة كلمة .

16 – كانت MANUEL KANT

الفيلسوف الذي سيطر على الفكر طوال القرن التاسع عشر ،ومؤسس(فلسفة النقد )

ولد حكيم كونكسبرغ في بروسيا سنة 1724 من اصل اسكتلندي ،

عندما بلغ السادسة عشرة التحق بجامعة كونكسبرغ حيث نا شهادة الدكتورا

في الفلسفة وفي سنة1755 ونشر اطروحته – التاريخ الطبيعي ونظرية السموات –

وبقي في الجامعة حتى سنة 1770 محاضرا حتى تسلم كرسي الميتافيزيقيا والمنطق .

كانت لم يتزوج في حياته ،ولم يبتعد عن منزله اكثر من ستين ميلا ،

كان قصير القامة نحيل الجسم ، اختط لفسه نظاما خاصا في العمل

والنشاط ولم يحد عنه مدى حياته حفاظا على صحته ،

كان شغوفا بالمطالعة والدرس وكان وقت الدراسة يأخذ اغلب اوقاته .

في كتابه نقد العقل الخالص الذي اصدره سنة 1871 قد سهم في الفلسفة ،

وقد خلق له هذا الكتاب مشاكل مع رجال الدين والكنيسة في المانيا لما فيه

من جرأة وصراحة اعتبرتا ماستين بالدين . من ثم زاد على هذا الكتاب

كتاب آخر سماه نقد العقل العلمي الذي يعالج هذه النظرية

وهي : ان حريتنا لهي في اطاعة القانون الاخلاقي الذي ينبع من نفسنا،

واستمر كانت ينشر آراءه الفلسفية على الرغم من معارضة رجال الدين ،

الاّ انه لزم الصمت عندما حذره الملك فريدريك غوليوم الثاني من سوء العاقبة

عندما ايد الثورة الفرنسية بحرارة وتحمسه لها وهو في العقد السابع من عمره ،

17-هيغل GEORGE WILHELM FRIEDRICH HEGEL

ولد الفيلسوف الالماني هيغل سنة 1770 وتوفى سنة 1831

اما الفلسفة التي نادى بها وربما هتلر اخذ الكثير منها وهي : عبادة الدولة

ان الدولة هي الحياة الاخلاقية ذات الوجود المطلق . والفرد انما سيتمد حقيقته من الدولة

،.الدولة هي الفكرة المقدسة على الارض ،.

لم تقم الدولة من اجل الافراد ، بل وجد الفرد من اجل الدولة .

هذه هي فلسفة هيغل الذي تبناها الحزب النازي فيما بعد،

و يفهم من فلسفة هيغل ( الدولة لا تربطها صلة الواجب بسائر الدول ) ،

فهي في الواقع ارفع من القانون الاخلاقي والادبي ، وعلى هذا لا يعتبر

الحرب شرا من الشرور ، ويعارض هيغل معارضة شديدة فكرة قيام عصبة

دولية مهمتها القضاء على الحروب بواسطة سلطة اسمى منها وارفع

من سلطات الدولة المنتمية اليها، ويرى ان مصلحة كل دولة كامنة في

قانونها الاعلى الخاص بها اذ بها ثم نزاعات بين الاخلاقيات السياسية،

وهيغل في فلسفته الاخلاقيات الموضوعة للأفراد يحاول تبرير كل

ظلم وعدوان ترتكبهما الدولة في الداخل والخارج

لكن هيغل يعترف ان هناك دولا شريرة او رديئة ،وحسب نظره

ان هذه الدول غير جديرة بالاحترام، ويرى ان بروسيا هي الامة الوحيدة بالمعنى

الصحيح ،ويدعم هذه النظرية بوجهة نظره التاريخية في نشوء الامم

يقول هيغل ان الدولة فكرة ، وفي كل عصر تتجسد هذه الفكرة في امة من الامم ،

ومنذ سقوط جميع الممالك والامبروطوريات تجسدت هذه الدولة الامة في المانيا.

ان الروح في نظره هو روح العلم الحديث . وان هدفه هو تحقيق الصدق

المطلق وحرية تقرير المصير المطلقة

و في الشرق المتوسط هناك بعض اصحاب النظريات قد اخذوا

الكثير الكثير عن هيغل ربما نسخوا فلسفتهم نشوء الأمم عنه

18-شوبنهاور ARTHUR SCHOPENHAUER

ولد في دانتزيغ المانيا سنة 1788 وتوفي والده وهو في السادسة عشرة من عمره ،

فلم يأخذ مكان والده في التجارة بل انصرف الى التحصيل، وبعد فترة قضاها

في جامعة برلين اقام في دردسن ووضع كتابه

( العالم كأرادة وفكرة ) الذي ظهر في عام 1818. ولعل كتابات شوبنهاور

فيما بعدكانت محط جدال للفلسفة التي قال بها ووضع اسسها في ذلك الوقت،

وقد صدرت طبعة ثانية من هذا المؤلف سنة 1844.

فيلسوف التشاؤم الالماني ارثور شوبنهاور . مما عرف عنه انه كان يتكلم الى نفسه

بصوت عالِ اثناءمشيه في الطريق ، وكان يعتقد

0( ان الرجل العظيم ليس هو الفاتح بل ذاك الذي يفضل الموت على البقاء )

ولكنه تجابن عندما تفشى مرض الكوليرا في برلين ، ومن ثم وباء الجدري

في نابولي ايطاليا ، وكان شديد المحافظة على نفسه وحياته ،

وقضى آخر سنة من عمره في فرانكفورت في خوف مستمر من القتل والسرقة ،

وقد مات وهو على مائدة الفطار في العشرين من ايلول سنة 1860

بعد ان دخل الشهرة من بابها الواسع التي

سعى اليها طيلة حياته ،

شوبنهاور الفيلسوف المتشائم اعطى الفلسفة وعلمها للأجيال ،

كان غريب الأطوار لا يريد احد ان يدخل غرفته وكثيرا ما كان يسجن نفسه عدة شهور

حيث تبقى والدته حوالي ثلاثة ايام حتى يُاذن لها بالدخول على باب الغرفة ،

ويروى عنه انه قد كسر يد خادمته لأنه رأها ترتب له سرير

19-ابن النفيس

ولد فى دمشق عام 1210 م وتوفى بالقاهرة سنة 1288 م . خالف جالينوس

واكتشف الدورة الدموية الصغرى تلقى علوم العربية و المنطق و الفلسفة فى دمشق

على أيدى علمائها وتتلمذ فى الطب على يد أستاذه ” مهذب الدين عبد الرحيم ” المسمى ” بالدخوار ”

وكان يعمل رئيسا لأطباء ديار مصر والشام . حيث كانت طرق تعليم الطب وقتها

تعتمد على متابعة مظاهر المرض وتطوره و استجابة المريض للعلاج ،

ثم إبداء الرأى بحرية تامة سواء من الأساتذة أو طلبة العلم .

ويمكن أن يقال أن ابن النفيس نشأ فى هذا الجو العلمى الصحيح ،

وحينما انتقل إلى القاهرة ، عمل فى البيمارستان الناصرى ،

الذى أنشأه الناصر صلاح الدين الأيوبى .. وتدرج فى مناصبه حتى شغل منصب رئيسا لأطباء مصر .

كان ابن النفيس دائم التجربة ، لا يقتنع برأى إلا بعد التأكد منه ..

أوصى بتشريح الحيوانات وفتح بذلك الطريق إلى علم من أهم العلوم الطبية

وهو ” علم التشريح المقارن ” ، وكان من نتائج ذلك أن توصل إلى اكتشافات

طبية مذهلة ، وعلى رأس هذه الاكتشافات يأتى اكتشاف

” الدورة الدموية الصغرى ” .. وقوله أن الدم ينقى فى الرئتين كان قبل

أن يقوله سرفيتوس الأسبانى بثلاثة قرون . كما عرض بذلك كل من سبقوه

من العلماء بما فيهم ” جالينوس ” .

وتتلخص نظرية ابن النفيس بخصوص الدورة الدموية ،

فى أن الدم يخرج من البطين الأيمن فى القلب إلى الرئة ،

وهناك يمتزج بالهواء ثم يعود إلى البطين الأيسر ..

وهكذا أصبح ابن النفيس ، الأستاذ الأول و الأكبر للعالم البريطانى

” هارفى ” الذى خطا خطوة جديدة معتمدا فى ذلك على اكتشاف ابن النفيس ،

وكشف سنة 1628 م عن الدورة الدموية الكبرى .

وللصدفة العجيبة أن الاكتشاف العبقرى لأبن النفيس ،

لم يكتشف ولم يعرف إلا بعد موته بسبعة قرون ، وعلى يد طالب مصرى يدعى

” محى الدين التطاوى ” ولد سنة 1896 وذهب إلى ألمانيا ليدرس الطب سنة 1920 م ،

وعثر بالصدفة خلال مطالعته فى مكتبة برلين على مخطوط بعنوان

” شرح تشريح القانون “.. وكان هذا المخطوط من أهم مؤلفات ابن النفيس ،

والذى كان قد ضمنه اكتشافه المذهل .

اعتنى الطالب المصرى محى الدين التطاوى بكتاب ابن النفيس وضمنه

رسالته لنيل الدكتوراة والتى أسماها ” الدورة الموية تبعا للقرشى ” ،

وهنا كانت المفاجأة التى أدهشت أساتذته المشرفين عليه .

ومما يذكر لأبن النفيس فى اكتشافاته المذهلة التى ذكرها فى كتابه أن جدران

أوردة الرئة أسمك من شرايينها كما أكد عدم وجود منفذ بين البطينين ،

مخالفا بذلك ما كان يعتقده جالينوس ..

هذا هو ابن النفيس الطبيب العربى النابغة ، الذى أزاح الستار عن

كثير من الوظائف الفسيولوجية للجسم ، فتحت الطريق أمام العلماء

لكى نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدم فى مجال الطب .

20- كيركيغارد SOERN KIERKEGAARD

لقد قال قبل وفاته :(بعد موتي سيقرأ الناس كتبي، ولعلهم سيقرأونها كثيرا)

انه الفيلسوف كيركيغارد التي لم تقُرأ مؤلفات بمثل هذا الشغف .

والتي صبغ اسمه بالتشاؤم ايضا بعد شوبنهاور ، انه فيلسوف لاهوتي وجودي ولد في الدنمارك (1813 – 1855 )

وسورين كان احد ابناء تجار كوبنهاغن الاغنياء ، وكان هو اعز صديق

لولده الذي عاش ايامه بالايمان والتقوى ،شديد التمسك بالدين ومع ذلك

ظل طول حياته معذبا ،قلق النفس الى حد جعل يعتقد

(( ان الله ليس خيرّا لغاية الخير )) طالما ان والده لم يجد في الدنيا راحة النفس والبال .

في سنة 1830 التحق بجامعة كوبنهاغن لدراسة اللاهوت ،

وكان قد اكتشف منذ حداثته عالما خياليا يحتل فيه المكانة الاولى

في حياته ،وبعد عدة سنوات من دخوله الجامعة كتب في مذكراته .

( ان ابلغ المآسي سنو ما يظل غامضاً، مغلقاعلىالفهم )،

لذلك كانت حياة السيد المسيح انبل مأساة في تاريخ الانسانية ،

وقد فاز بالدكتوراه في اللاهوت على رسالته ( مفهوم السخرية )

في سنة 1840 عقد خطبته على الآنسة ريجين اولسن ،

وكانت في السادسة عشرة من العمر وكانت تختلف عنه من حيث روحها المرحة

في حين كان هو دائم القلق والاضطراب كوالده ،

ولكن هذه الخطبة سرعان ما انفصمت دون افصاح الاسباب ودون موافقة الفتاة

وبعدها اخذ يحيا حياة عابثة صاخبة لا تتفق وطبيعته

قد وضع قراءة في كتابه الاول امام اسلوبين في الحياة عليهم الاختبار :

الجمال او الأخلاق … فالآخذ بالجمال انسان يحيا بحواسه ويرتبط بالحياة المادية ،

ويظل دائما نهبا للقلق ، لأنه انسان خالد وزائل معا ، فاذا اهمل الخلودحكم

على نفسه باليأس ومن هذا اليأس ينشأ الاختبار ،

ويختار الانسان ان يكون مخلصا لنفسه ويسلم جهوده من الغايات

ويتحمل مسؤولياتها .. وذلك هو الإتجاه الاخلاقي .

كيركيغارد كتب لكي يثبت كيانه الفلسفي ولم يكتب يوما ليثبت عيشه

بدأ معركة عنيفة ضد الكنيسة الدنماركية مدفوعا باعتقاد بعدم مسيحية

هذه الكنيسة التي يديرها مأجورون من الدولة ،ولم تقتصر معركته

على القساوسة فحسب بل تعدتهم الى الكنيسة ذاتها .

وبقدر ما غضب رجال الدين وقتئذ ابتهج الشباب وصفقوا له ،

لم يعش كيركيغارد طويلا بل مات وهو في العقد الخامس من عمره

بعد ان تعب من الديون وتعب من صحته ،فوقع بغتة على الطريق فنقل

المستشفى وقبل ان يفارق الحياة كتب الى صديقه الأب ( برش )

في رسالة جاء فيها : تحية مني للبشر جميعا . فلقد احببتهم

21-ديوي JOHN DEWEY

الفيلسوف الاميركي ديوي ولد عام 1859 وتوفى سنة 1952

انه فيلسوف ومربي متحرر الذي ساهم بنشاطه العلمي في بناء

حضارة العالم الجديد ، وقد كانت لنظرياته ابلغ الأثر في حقول التربية ، والسياسة ،

والعلاقات الدولية ، وحقوق المرأة ، وعلم النفس ، واحوال العمال ، والحريات المدنية .

كان ابنا لاحد المزارعين في ولاية فرمونت ، ولكنه كان يتميّز عن اقرانه بقوة الارادة التي لا تلين ،

ومواهب فذة ، وكثير الاحلام والمطامح التي كانت تراوده . درس الفلسفة بتفوق عظيم ،

ونال الدكتوراه من جامعة دجون هوبكنز وزاول التدريس في جامعة متشيغن ،

ثم التحق بجامعة شيكاغو ( 1894 ) حيث بدأ نجمه يلمع في عالمي الفكر والتربية ،

وقد انشأ في هذه الجامعة مختبره العلمي او مدرسته الاختبارية لامتحان

فعالية نظرياته في التربية ، في التربية التقدمية الحرة التي تهدف

الى تهيئة الفرصة امام الفرد ليجع من نفسه عضوا عاملا في المجتمع ،

وكانت نظرياته هذه ترتكز على فكرة نمو الفرد بطريقة ايجابية ، ومن اقواله:

ان الفكرة هي ذات قيمة عندماتكون ذات قيمة للانسان كفرد،

Views: 7

هل اعجبتك المقالة شاركنا رأيك