ضربة على رأسها أدّت إلى كسر في جمجمتها، هي اليوم تتلقى العلاج على سرير في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بعدما “تعرّضت للتعنيف مع شقيقها على يد زوجها”، وفق قولها. هي م. ط ابنة بيروت التي “اعتادت أن تُضرب من قِبل ز.ز في كل مرة يشرب فيها الكحول”.
“تعنيف متكرر”
مشاكل عائلية عاشتها م. ط. أدّت في إحدى المرات إلى طلاقها، لكن، كما قالت، “اضطررت إلى العودة إلى زوجي من أجل ولديّ، مع العلم أني أسكن وإياه مع ابنتي (12 سنة) وابني (10 سنوات) في منزل والدي كونه لا يملك منزلاً”، وأضافت “تعرّفت عليه قبل 13 سنة من طريق زوج شقيقتي، كان جيداً في بداية علاقتنا، لكن بعد وفاة والدته انقلب حاله، بدأ بشرب الكحول وبتعنيفي”.
“بعد ظهر أمس هاجم ز. ز. منزلنا، بدأ بضرب شقيقي (23 سنة) بسبب طردنا له من المنزل، حاولت الدفاع عن أخي، وإذ بزوجي يدفعني بقوة، وقعت أرضاً، الضربة أتت على رأسي، غبت عن وعيي، لأستيقظ بعدها على سرير المستشفى”، قالت م. ط قبل أن تشرح “كان في حالة سكر، سارع الجيران لإنقاذنا، كما حضرت القوى الأمنية على الفور، تم إيقافه، وفُتح تحقيق بالقضية، لكن خوفي منه دفعني إلى إسقاط الدعوى، وها أنا اليوم أتلقّى العلاج بانتظار أن أشفى كي أنفصل عنه”، لافتةً إلى أنّ والدتها “تواصلت مع جمعية “بيروتيات” التي سارعت مع شريكها الاستراتيجي “مؤسسة مخزومي” إلى دفع تكاليف علاجي، بإيعاز من النائب فؤاد مخزومي، كما ستؤمّن مأوى لي ولولديّ لحين عودة أموري إلى طبيعتها، فأنا أخشى العودة إلى منزلي كي لا يهاجمني زوجي، كما أرفض أن يحصل على حضانة ولديّ كونه ليس أهلاً لذلك”.
رفض وإنكار
من جانبه، نفى ز. ز. (35 سنة)، في اتصال مع “النهار”، أن يكون قد أقدم على ضرب زوجته، مؤكداً أن “الإشكال وقع بيني وبين شقيقها محمد”، شارحاً “في الأمس كنت وإياها مع ولديّ على دراجتي النارية، ما إن وصلت الى المنطقة حيث منزل أهلها حتى هاجمني محمد بسكين، وقفت زوجتي في المنتصف بيني وبينه، وإذ به يدفشها فوقعت أرضاً، يوجد كاميرات مراقبة في المكان يمكن سحبها والتأكد من ذلك”. وعن اتهامها له بتعنيفها عند شربه الكحول، أجاب “هل لديها إثبات بذلك، أو تقرير من طبيب شرعي، أنا تعرّفت عليها قبل 13 سنة، سكنتُ في منزل عائلتها لسبع سنوات قبل أن ننتقل نتيجة إشكال إلى البقاع حيث أمضينا هناك سنة ونصف السنة، وبعدها انتقلنا الى وادي الزينة ثم حصل طلاق بيننا، عدنا قبل فترة وعقدنا قراننا من جديد، إلا أنها رفضت أن تسكن في منزل أهلي مفضلةً الانتظار كي أتمكّن من استئجار منزل، لكن شقيقها لم يكن راضياً عن ذلك واستمر بإرسال تهديدات لي عبرها، وفي الأمس وقع المحظور”.
قصة م. ط. واحدة من مئات لا بل آلاف قصص النساء اللواتي يتعرضن للتعنيف، سواء من قبل أزواجهن أو أقاربهن، من دون ان يُسمع أنينهن، إلى أن تظهر قضيتهن للعلن بعد أن تتخطى الخطوط الحمر، سواء بلفظهن آخر أنفاسهن أو تعرضهن لكسور… هذه المرة كُتبت للضحية حياة جديدة. نعم، ستشفى من جرحها المرَضي لكن نُدوب جروحها النفسية سترافقها طوال العمر.
المصدر: أسرار شبارو- النهار اللبنانية
Views: 0