اليكم تلك الواقعة التى جرت من وحى الحياة حيث يتم خلالها سرد لما قد حدث مع احد الاشخاص الذين اردوا ان يقوموا بثبيت الكاميرات التى تصور وتدقق وتسجل بالصوت والصورة كل ما يجرى وما يحدث مثل الكاميرات
الامنية التى نشاهدها فى المؤسسات والشركات والبنوك والتى تقوم برصد ما يجرى على مدار الساعة وكأنها عين تنظر وتسجل وانها احدى اهم ادوات الكشف عن اسباب وقوع حادث ما او معرفة
المجرمين او اللصوص الذين يقومون بمهجامة مكان ما سواء محل او شركة او منشأة وتلك هى الفائدة الاولى من تلك الكاميرات الدقيقة وفى الغالبية العظمى من دول العالم اصبح يتم وضع الكاميرات فى الشوارع العامة والمميرات الرئيسية التى يسير بها الافراد بشكل يومى كمثل دولة الامارات العربية اليكم تلك الواقعة والقصة
خطرت على بالي فكرة غريبة بعض الشىء .. وهى أن اقوم بعمل تثبيت كاميرات فيديو داخل منزلى
فأننى أردت أن أسجل يوماً عادياً أعيشه كباقى الايام
فلماذا لا أشاهد نفسى بعــين الاخرين ؟؟
وبالفعل قمت بتثبيت عدد من الكاميرات فى عدة اماكن داخل ارجاء المنزل
حتى أستطيع من خلالها تسجيل كل ما يجرى
ولكن فجأة شعرت
برهبة وخوف من هذه الفكرة
ولم أعرف من ماهو سبب الخوف الذى انتابنى فجأة
وقد مرت الدقائق ببطىء شديد
وظللت افكر بأحداث اليوم
وكيف ستقوم تلك الكاميرات بتسجيلها باللحظة
والعجيب اننى لم اكن اريد أن اشهد احداث تلك التجربة بمفردى بل كان معى عدد من صديقاتي
وكانوا جميعم متشوقاً لرؤية تلك التسجيلات مثلما يتشوقون لرؤية الافلام
ولكن هذه المرة انا التى قمت بالبطولة والاخراج
ثم حدثت نفسى أننى لابد أن اكون أكثر تلقائية فمن المفترض انه يوم مثل باقى الايام
ويجب عليا أنسى هذه الكاميرات التى وضعتها
وبدأت وقتها فقط أشعر بشعور غريب جدا عنى وهو أن تلك الكاميرات تشعر بما أشعر به
وكأن تلك الكاميرات تنظر لى وحدى وتوجه عدساتها نحوى فقط
بل كأن تلك الكاميرات تنظر اليا وهى ساخرة ومبتسمة وتقول ليا
أنها تعلم ما أفكر به وما أنوى فعله وتقول لى سأسجل عليك كل ما تفعليه طوال يومك
واصبح الامر بالنسبة لى أشبه بالجنون
وحاولت تهدأت تفكيرى مؤكدة لنفسى أنها مجرد كاميرات
لا تعقل ولا تفكر مجرد جماد من معدن
فلماذا أنا مرتعبة وقلقه بهذا الشكل منها
وقد قمت بمحادثة أحد صديقاتى التى لم أستطيع أن اكمل حديث معها
وقد قمت بإغلاق المكالمة معها بشكل سريع
على الرغم من أننى كنت ممن يتحدثون بالساعات فى الهاتف مع الاصدقاء
لكن هذه المرة لم أكن على طبيعتى المعتادة
وظلت تمر الدقائق ثم الساعات تلو الساعات
وكلما أردت أفعل شىء أخاف واخشى أن يراه أحد أبتعد عنه فورا ولا افكر به
لان هذه الكاميرات تقوم بالتسجيل لكل لحظة وهمسة عليا
وشعرت بخوف كبير يملئنى ورهبة تنتابنى بشدة وشعرت أننى أحتاج لاحد يطمئن قلبى
ووجدت نفسى أذهب لكى أتؤضا وأصلى وأبكى
وكأنى أصلى لاؤل مرة فى حياتى !!
لانها المرة الاؤلى التى شعرت أننى بين يدى المولى عز وجل وفى رعايته ومعيته
ثم تغير الامر تماما فلم اصبح أخشى من هذه العدسات التى تراقبنى
لأنها أجرت تغيرا كبيرا فى حياتى ونظرتى لها
والعجيب أننى اصبحت غير ذى اهتمام بشأنها نهائيا
لاننى أصبحت مدركة ومتأكدة أننى فى رعاية ومعية الرحمن الذى لايغفل ولا ينام
فاذا كانت تلك الكاميرات قامت بتسجيل افعالى وامورى وما اقوم به
فما هو الشىء الذى يجعلنى اخاف منه
هل أخاف من رؤية افعالى لإناس مثلى وعباد عند الله
أأخاف من هولاء الناس ولا أخاف ولا اخشى الله
ووقتها ادركت
لا تجعل الله أهون الناظرين أليك
وحينها قمت بتوقيف تلك الكاميرات
فلم أعد الان اريدها فى شىء
فهناك ملكان كريمان على اليمن وعن الشمال يسجلان ما أفعل
ووقتها سمعت صوت ضميرى الذى نادانى بأن ما أحلى وما أجمل معية الله
فكيف لى أن اخاف من رؤية الناس لى ولا أخاف من اطلاع الله عليا
وكيف سأقف امام الله يوم المشهد العظيم ليظهر ما كنت افعل
فقد كانت فكرة الكاميرات هى أفضل فكرة أوصلتنى ليقين
بالله وخوفى من فعل
ما لا ارضاه ولا يرضاه الله.
Views: 0