ان الاعتقاد هو الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده. والجمع: عقائد. وتعنى ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به من الأفكار والمبادئ؛ فهو عقيدة، سواءٌ؛ كان حقاً، أو باطلاً، وتستخدم الكلمة للإشارة إلى الإعتزاز برأي معين. يتداخل مصطلح العقيدة مع مفاهيم أخرى مثل الإيديولوجيا والعقائد الدينية والإيمان، يكون تبني العقيدة عن طريق الإدراك الحسي، الاستنتاج، الاتصال مع الأفراد ومن تلقين سلطة معينة؛ وعندما يجزم الإنسان ويقطع بعقيدته ويتعصب لمبادئه أو آراءه ولا يقيمها موضوعيا أو يناقشها، ولا يقبل برأي مخالف ويغض النظر عن الحقائق والأدلة فتسمى تلك بالجزمية أو دوغما.، ويستخدم في العربية مصطلح العقيدة العسكرية للإشارة إلى مُجمل المبادئ الأساسية الملزمة التي تتخذها القوات العسكرية لإنجاز مهامها.
لمحة عامة عن العقيدة,
الاعتقاد هو موقف الإنسان من كون شيء ما صحيحًا أو حقيقياٍ. في نظرية المعرفة، يستخدم الفلاسفة مصطلح «الاعتقاد» للإشارة إلى المواقف الشخصية المرتبطة بالأفكار والمفاهيم الصحيحة أو الخاطئة. مع ذلك، لا يتطلب «الاعتقاد» الاستبطان والحيطة. على سبيل المثال، قليل من يتأمل ما إذا كانت الشمس ستشرق، يفترض أنها سوف تشرق. بما أن «الاعتقاد» هو جانب هام من جوانب الحياة الدنيوية المعتادة، وفقًا لإريك شويتزبيل في موسوعة ستانفورد للفلسفة، يسأل سؤالًا ذا صلة: «كيف يمكن أن يكون للكائن الحي معتقدات؟»
في سياق الفكر اليوناني القديم، حُدّد مفهومان متصلان في ما يتعلق بمفهوم الإيمان: بيستيس ودوكسا المبسطة، تشير «بيستيس» إلى «الثقة»، بينما تشير «دوكسا» إلى «الرأي» و«القبول».
العقيدة في علم النفس,
يعامل علم النفس السائد والتخصصات ذات الصلة موضوع الاعتقاد كما لو كان أبسط شكل من أشكال التمثيل العقلي، وبالتالي أحد اللبنات الأساسية للوعي. يميل الفلاسفة إلى أن يكونوا أكثر تجريدًا في تحليلهم، وتنبع الكثير من الأعمال التي تدرس مدى صلاحية مفهوم الاعتقاد من التحليل الفلسفي.
يفترض مفهوم الاعتقاد شخصًا (المؤمن)، وموضوعًا للإيمان (الافتراض). لذلك، مثل الاتجاهات الافتراضية الأخرى، يعني الاعتقاد وجود حالات ذهنية ووجود «القصدية»، وكلاهما موضوعان موضع نقاش ساخن في فلسفة العقل، وما زالت أسسهما وعلاقتهما بحالات الدماغ مثيرة للجدل.
تنقسم المعتقدات في بعض الأحيان إلى معتقدات جوهرية (التي يُفكر بها بنشاط) ومعتقد تصرفي (الذي قد يُعزى إلى شخص لم يفكر في القضية أبدًا). على سبيل المثال، إذا سُئل هذا الشخص «هل تعتقد أن النمور يرتدون بيجاما وردية؟» قد يجيب أنهم لا يفعلون ذلك، على الرغم من حقيقة أنه لم يفكر أبدًا في هذا الموقف من قبل.
إن لهذا آثار مهمة لفهم علم النفس العصبي، وعلم الأعصاب المتعلق بالاعتقاد. إذا كان مفهوم الإيمان غير متماسك، فستفشل أي محاولة للعثور على العمليات العصبية الأساسية التي تدعمه.
حددت الفيلسوفة لين رودر بيكر أربعة مناهج معاصرة رئيسية للاعتقاد، في كتابها المثير للجدل «إنقاذ المعتقد»:
المعرفة ونظرية المعرفة في العقيدة,
تهتم نظرية المعرفة بوضع الحدود بين الاعتقاد والرأي المبرر، وترتبط في دراسة نظرية فلسفية للمعرفة. المشكلة الأساسية في نظرية المعرفة هي أن نفهم بالضبط ما هو مطلوب للحصول على المعرفة. في فكرة مستمدة من حوار أفلاطون الثئيتتس، إذ تغادر نظرية معرفة سقراط (بلاتون) بشكل واضح أكثر من نظريات السفسطيين، الذين عرّفوا المعرفة في وقت أفلاطون على أنها ما يُعبر عنه باسم «الاعتقاد الحقيقي المبرر».
الميل إلى نقل الافكار من الاعتقاد (دوكسا- الرأي العام) إلى المعرفة (إيبيستيم)، الذي يرفضه أفلاطون تمامًا (على سبيل المثال: سقراط الحوار)، وينتج من الفشل في التمييز بين الاعتقاد التصرفي (دوكسا، وليس بيستيس) والمعرفة (ايبيستيم) عندما يُعتبر الرأي صحيحًا، من حيث الحق، ومن الناحية القانونية أيضًا (وفقًا للمقدمات المنطقية للحوار)، وكانت من مهام الخطابة إثباتها. يرفض أفلاطون احتمال وجود علاقة إيجابية بين المعتقد (أي الرأي) والمعرفة حتى عندما يبني الشخص اعتقاده على أسس القاعدة، ويكون قادرًا على إضافة تبرير (تأكيدات معقولة / أدلة / إرشادات) له.
يُعزى أفلاطون إلى نظرية «الاعتقاد الحقيقي المبرر» للمعرفة، على الرغم من أن أفلاطون في حوار (الثئيتتس) يرفضها بأناقة، بل ويفرض حجة سقراط كسبب لعقوبة الإعدام. بين علماء نظرية المعرفة الأمريكية، شكّك جيتييه (1963) وجولدمان (1967) بتعريف «الاعتقاد الحقيقي المبرر»، وتحدّوا «سفسطيين» زمانهم.
Views: 6