-->
الفتح العباسي لمدينة سالونيك اليونانية، ثاني اكبر مدينة بيزنطية → نجوم سورية
القائمة إغلاق

الفتح العباسي لمدينة سالونيك اليونانية، ثاني اكبر مدينة بيزنطية

 الفتح العباسي لمدينة سالونيك اليونانية.

دخل العباسيون شرق أوروبا وحاصروا القسطنطينية شرقا وغربا، من أكثر المعارك البحرية عبقرية في التاريخ.

نجح العباسيون في فتح مدينة سالونيك اليونانية والتي كانت أنذاك ثاني أعظم مدينة بيزنطية فأصبحت القسطنطينية محاصرة من الشرق والغرب.

وكان الفتح في 13 رمضان 291 هجري

والموافق في تاريخ 904/07/29 م

البداية

كان الخليفة العباسي السابع عشر علي المكتفي بالله يعلم أن عمره قصير بسبب أنه كان يعاني من (مرض الغداب) فوضع خطة لفتح ثاني أعظم مدينة بيزنطية بعد مدينة القسطنطينية، وهي مدينة سالونيك أي أن هذا الفتح ليس في مدن البيزنطية في الأناضول بل في مدنهم في أوروبا، وهذا سيجعل فتح القسطنطينية سهلا مستقبلا، وذلك لأن فتح سالونيك سيجعل القسطنطينية محاصرة شرقا وغربا، وكذلك كانت مدينة سالونيك هي التي يتم حبس الأسرى العباسيين فيها، فكانت هنالك أسباب كثيرة تجعل من سالونيك هدفا إستراتيجيا في سبيل تدمير الدولة البيزنطية.

قبل الفتح وتنفيذ الخدعة

في عام 904 م أبحرت 54 سفينة من الأسطول العباسي من مدينة طرابلس في بلاد الشام، وكان يقودهم القائد ليو الطرابلسي (رشيق الوردامي)، وكان مسار الإبحار يستهدف عاصمة الإمبراطورية البيزنطية مدينة القسطنطينية، فاستعد البيزنطيون وقاموا بعمل تحصينات وإستعدادات لحماية عاصمتهم.

وقام الأسطول العباسي بإرسال قوة بحرية صغيرة باتجاه القسطنطينية كتمويه، فقام البيزنطيين بردع هذه القوة الصغيرة، ليكتشفوا أن هذه القوة مجرد تمويه، حيث أن الأسطول العباسي قد قام بتغيير مساره باتجاه ثاني أكبر مدينة بيزنطية وهي مدينة سالونيك في جنوب أوروبا، والتي تقع اليوم في شمال اليونان.

استعدادات سالونيك

أصيب البيزنطيين بالدهشة نتيجة تغيير الأسطول العباسي لمساره من القسطنطينية إلى سالونيك، ولم تتمكن البحرية البيزنطية من الرد في الوقت المناسب، وكانت أسوار مدينة سالونيك، وخاصة التي باتجاه البحر، في حالة سيئة، حيث كانت منخفضة وضعيفة أمام أي تهديد عسكري.

فأرسل الإمبراطور  البيزنطي ليو السادس رسائل تحذير إلى سالونيك، وعندما وصل الخبر إلى مواطني سالونيك، ساد الذعر في المدينة، فلا وقت لإصلاح الجدران، فقام قائد سالونيك بتروناس بإبتكار إستراتيجية بديلة، حيث بنى سياجًا تحت الماء كان من شأنه حماية المدينة من خلال منع السفن العباسية من الاقتراب نحو جدران المدينة.

ولكن ظهر قائد آخر في سالونيك وهو القائد جون كامينيتسيقول الذي أعطى أوامر تناقض أوامر القائد الأول  فأمر بوقف بناء سياج الماء وأمر بتقوية جدار المدينة.

سقوط سالونيك

كان أصدار القائدان في المدينة أوامر متناقضة، من الأسباب التي سهلت سقوط المدينة، حيث وصل الأسطول العباسي سريعا، وبعد حصار قصير دام 4 أيام ، وبعد الحصار هاجم العباسيون المدينة وتمكنوا من إقتحام الأسوار البحرية، واشتبك الجيش العباسي مع الجيش البيزنطي في داخل المدينة وانتصر العباسيين عليهم نصرا ساحقا وسريعا ليتم فتح المدينة في 904/07/29 م.

وتمكن العباسيون من إطلاق سراح ما يزيد عن 4000 أسير، وقاموا بأسر حوالي 22000 بيزنطي، وأخذوا أيضا 60 سفينة بيزنطية، والأهم قاموا بتشديد الخناق على عاصمة البيزنطيين القسطنطينية والتي أصبحت محاصرة أيضا من الجهة الأوروبية الغربية، ليعتبر هذا الفتح واحدا من أسوأ الكوارث التي  لحقت بالامبراطورية البيزنطية

Views: 0

هل اعجبتك المقالة شاركنا رأيك