” أسطورة مملكة شامبالا “
..
هي مملكة أسطورية في الثقافة الهندية، ومن أهم المعتقدات البوذية، والتي تؤمن بأنها المركز الروحي للحب والضوء، وتلعب دوراً هاماً في التعاليم الدينية التبتية، كما يقال أنها جوهر الأرض التي نعيش عليها، ويطلق عليها في بلاد الشرق شامبالا أو شانغريلا، أما في الغرب يطلق عليها ” أغارتا، أغاتي، أغارثا “، وهي مرتبطة بنظرية الأرض المجوفة المستوحاة من المعتقدات القديمة.
وعند البحث وجدنا أن كلمة شامبالا تعني باللغة السنسكريتية أرض السلام والسكينة، وهي فكرة أتت من قلب آسيا الوسطى بأرض التبت، وتتناول مخلوقات مثالية تعيش وتنير الدرب لتطور البشرية.
وسكان شامبالا أعمارهم طويلة وأجسادهم جميلة ومثالية، ويملكون قدرات خارقة، ومعارفهم الروحانية عميقة، وتقنيتهم متقدمة جداً، وقوانينهم معتدلة، ودراستهم للفنون والعلوم تغطي كافة أطياف السبق الثقافي، وتتقدم بأشواط عديدة على ما وصل إليه العالم الخارجي.
وتحكي الأساطير أنه لا يعيش في هذه المدينة إلا من كان له قلب صافي، وأن من يعيش فيها يستمتع بالسعادة والراحة الأبدية، ولا يعرف معنى للمعاناة فالحب والحكمة يحكمان السلوك، والعدل شيء غير معروف، وتلك المدينة العجيبة الأسطورية أطلق عليها مدينة الألف اسم.
ومن تلك الأسماء الأسطورية…
– مدينة السماء، والأرض المحظورة، وبلاد المياه البيضاء، وأرض الأرواح المشعة، وبلاد النار الحية، وأرض العجائب، وعرفها الهندوس باسم “أريايارشا” الأرض التي جاءت منها تعاليم الفيدا، وسماها الصينيون “هسي تيان” جنة هسي وانغ مو الغربية، وأم الغرب المقدسة، أما في روسيا فهناك طائفة مسيحية تعود للقرن التاسع عشر عرفت هذه الأرض المقدسة باسم بيلوفودي، أما شعب الكيرغيز “نسبة إلى دولة كرغيزستان” فعرفوها باسم جنايدار، لكن على إمتداد آسيا بالكامل عُرفت بشكل عام باسمها شامبالا وتعني قصر السلام والهدوء.
ولكن ما هي حقيقة تلك المدينة …
– تتحدث النصوص المقدسة في التبت عن وجود مملكة روحية سرية تدعى شامبالا، وهي مختبئة وراء القمم الثلجية في مكان ما شمالي التبت هناك حيث تحفظ الكالاشاكرا بالفيدا الهندية أو عجله الزمن أقدس التعاليم البوذية، والتي تذكر أنه قد تم التنبؤ بان ملكاً مستقبلياً من شامبالا “الملك ال 32” سيأتي على رأس جيش عظيم ليحرر العالم من البربرية والطغيان، وسيبشر بعصر ذهبي يسود العالم من جديد.
كما تقول البروناس الهندوسية بشكل متماثل بأن مُخلِّص العالم المستقبلي الذي يُدعى كالكي أفاتارا، وهو التجسيد العاشر والأخير لروح فيشنو سيأتي قادماً من شامبالا، وكلا التقليدان البوذي والهندوسي يصفان شامبالا بأنها تحتوي على قصر مركزي فاخر وجليل يشع نوراً قوياً يشبه لمعان الألماس.
وفي بلاد الصين يقال أن المعلم الصيني التاوي “نسبة لمذهب التاوية” حدث له اختفاء في أواخر أيامه، وتم تفسير اختفائه بأنه ذهب إلى مدينة شامبالا، وهذه المدينة كان يشير إليها باسم تيبو، والذهاب إليها كان يعتبر من قِبل التقاليد الروحية، حيث المركز الحقيقي للأرض، وكانت تمثل المركز الروحاني للعالم ومركز الغخوان المتمرسين القادمين من كل عرق وكل بلد وكل شعب، وهم الفئة الذين كانوا نافذين في كل ديانة رئيسية.
كما تقول النصوص البوذية بأنه يمكن للمختارين فقط الوصول إلى مملكة شامبالا، وهذا يتم بعد رحلة طويلة وصعاب عبر البراري والصحاري والجبال، وتحذر بأنه لا يستطيع غير المختارين الذين تم مناداتهم، حيث أصبحوا جاهزين روحياً، ويستطيعون إيجادها والوصول إليها، أما الآخرين فسيجدون فقط العواصف الحاجبة للرؤية وجبال خاوية أو حتى الموت.
كما تقول إحدى النصوص بأن مملكة شامبالا هي دائرية الشكل، لكن غالباً ما تُصور على شكل زهرة اللوتس ذات الأوراق الثمانية، وهي رمز الشاكرة الخاصة بالقلب، هذا وقد ذكرت بالفعل إحدى الروايات القديمة في التبت بأن مملكة شامبالا موجودة في قلبك.
كما يشير أدوين بيرنبام في كتابه الكتب الإرشادية إلى شامبالا، بأن الإتجاهات المؤدية إليها هي معقدة، وعبارة عن مزيج بين الواقع والخيال، ويمكن قراءتها على أنها إرشادات للقيام برحلة داخلية من العالم المألوف الذي يمثل حالة الوعي الطبيعية إلى العوالم الباطنية الواسعة المتمثلة بالعقل الباطن، ثم إلى المقام المقدس الذي يمثل الوعي المطلق.
Views: 4