أبو عبد الله الثانى عشر (الغالب بالله) هو آخر ملوك الأندلس المسلمين فى غرناطه، سماه الإسبان elchico (أى الصغير) وأحيانا Boabdil (بوعبديل)، بينما سماه أهل غرناطة الزغابى (أى المشؤوم أو التعيس)، وهو الذي خلع ابيه أبى الحسن على بن سعد الأحمر من الحكم وطرده من البلاد عام 1482م! وذلك لرفض الوالد دفع الجزية لـفرناندو الثانى ملك الأسبان كما كان يفعل ملوك غرناطة السابقين.
وعلى عكس الرواية المتداولة، والتى تُصور أبا عبد الله الصغير كملك جبان لم يدافع عن عاصمة ملكه وسلم مفاتيحها للقشتاليين، فإن المؤرخ والباحث فى التاريخ الإسلامى، حمزة الكتانى يؤكد أن الذى يتتبع تاريخ أبى عبدالله الصغير لا يمكن أن يصفه لا بالخيانة ولا بالتهاون، فقد كان يواجه عمه الثائر على حكمه، المعروف بالزغل، كما كان يواجه القشتاليين فى الوقت نفسه، قبل أن يسلم عمه ملجا للإسبان، بينما ظل هو يقاوم إلى أن تيقن أن الاستمرار فى المقاومة أصبح ضرباً من الانتحار، واضطر أن يناور، غير أنه قوبل بغدر من القشتاليين.
ويؤكد مؤرخون أخرون أن الأسبان هم من خانوا العهد، بعد أن أعطوا ملك غرناطة الأمان، وعاهدوه أنهم سيعاملون العرب باحترام وتقدير، وإن أى نزاع او خلاف يحدث سيتم وفقا للشرائع والقوانين لكلا الديانتين المسيحية والإسلامية (معاهدة تسليم غرناطة)، لكن الإسبان نقضوا كل هذه الوعود والعهود، وشنوا حملات قتل ظالمة على العرب المسلمين وتعاملوا معهم بقسوة وبأساليب وحشية وبريرية لم يعرف لها تاريخ الحروب فى تلك الفترة مثيلا!!..
Views: 0