( بصرى الشام )

تحتل المنطقة الجنوبية من سوريا أهمية خاصة من ناحية الفن والفكر كونها ممراً ومعبراً لعشرات الحضارات التاريخية القديمة وخصوصاً مدينة بصرى التي تعتبر أغنى مدن التاريخ على الإطلاق .
– بصرى أو ( بصرى الشام ) هي مدينة تاريخية تتبع محافظة درعا في الجمهورية العربية السورية ، تبعد  ( ٤٠ كم ) عن مركز محافظة درعا ، وحوالي ( ١٤٠كم ) عن دمشق  .
– تضم مدينة بصرى فسيفساء سكانية متنوعة من العرب ذوو الأصول الرومانية ….. أغلبهم من المسلمين .
– ينقسم معظم السكان بين ثماني عشائر عربية رئيسية مشهورة بالشجاعة والمروؤة وإكرام الضيف ….
– العشيرة الرئيسية هي المقداد ، التي كان أفرادها يحتلون المناصب الرئيسية في المدينة.
-أقدم عشيرة في بصرى هي ( عشيرة حمد ) الذين يزعمون أنهم أحفاد حاكم المدينة الروماني ( تراجان ، مؤسس المدينة ) ، على الرغم من أن سكانها الآخرين يعتقدون أنهم من أصول صليبية ، كما وتضم المدينة بعض الأقليات المسيحية والشيعية والعلوية .

– يعمل معظم السكان في الزراعة نظراً لخصوبة أراضيها التي هي أهم مورد لهم ، أغلب السكان يستثمرون أراضيهم بشكل جيد نظراً لقلة وضآلة الملكية ….
التي تعتمد اعتماداً رئيسياً على الأمطار .
– أهم المحاصيل الزراعية هي القمح والشعير والزيتون والعنب ، كم يقوم السكان بتربية الماشية وخصوصاً الأبقار والأغنام …

– مدينة ( بصرى ) حافلة بالآثار والأوابد التاريخية واليونانية والرومانية والنبطية والعربية ….. وغيرها ، فالسائر في شوارعها يشعر وكأنه يعانق ملوك الرومان بهيبتهم ، ويعيش بالزمن الغابر وكأنه أحد أشخاص ذلك الزمان .

تُعد المدينة ( بصرى الشام ) من أغنى وأعرق المدن المصنفة عالمياً  كموقع من مواقع التراث العالمي نظراً لما تملكه من آثار  ذي قيمة مرموقة في تاريخ الفن والفكر  الإنساني ، إذ ترك الأنباط والرومان واليونان والبيزنطيون  والأمويون أهم آثارهم في المدينة التي تعدُّ بتخطيطها الروماني وآثارها الرومانية والمسيحية والعربية متحفاً مفتوحاً في الهواء الطلق .

– تعتبر بصرى إحدى المدن العريقة في بلاد الشام حيث عاصرت على ممر التاريخ العشرات من الأمبراطوريات القديمة التي امتدت لآلاف السنين ، حيث كانت المدينة عاصمة دينية ، ومركزاً تجارياً ، وممراً على طريق الحرير الذي يمتد الى الصين .

– اذدهرت البلاد بعدما قصدتها القوافل التجارية العابرة نحو الشرق الأوسط ، وتوالت عليها العديد من الثقافات نتيجة لتموضعها الإستراتيجي … كونها
ملتقى القارات الثلاث مما جعل المدينة  تكتنز العشرات من الآثار القديمة التي تعود لحضارات قديمة ، لكل منها تاريخها الخاص بها ، وآثار تحكي حكايات من رحلوا  .
– ( كان النبي محمد بن عبد الله صلّ الله عليه وسلم يمرّ بمدينة بصرى ويقابل راهبها ( بحيرى النصراني ) أثناء رحلاته التجارية الى الشام .

أهم آثار المدينة التي تعدُّ كالمنارة نظراً لتاريخها العريق ، وما يدلل على ذلك ما تمتلكه من آثار الحضارات القديمة ، الرومانية والبيزنطية والمسيحية والنطية والعربية :
– مسرح بصرى  … المعلم الأكثر أهمية في بلدة بصرى من حيث الحجم والإكتمال والسلامة ، وهو يعتبر من المسارح الرومانية والعالمية التي بقيت سليمة ومتكاملة حتى الآن ، وقد حافز عليه الأبراج التي بناها صلاح الدين الأيوبي حوله .
– الكاتدرائية البيزنطية
– سرير بنت الملك ( الكليبة )
– قلعة بصرى
– باب الهوى – الغربي
– قوس النصر الروماني
– المسجد العمري
– دير الراهب بحيرة
– جامع مبرك الناقة ( ناقة الرسول محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم )
– معبد حوريات الماء
– الجامع الفاطمي
– قصر الإمبراطور ( تراجان )
– السوق الأثري تحت الأرض
– الباب النبطي
– الخان ، السوق الرئيسي أو خان الدبس
– الحمامات الرومانية
– الجامع الإسلامي  
– جامع فاطمة
– متحف بصرى
– الشوارع المرصوفة
– المباني الرومانية
– الأقبية الأثرية الرومانية

– تعتبر مدينة بصرى مدينة رومانية في الشرق ، تم ضمها الى الأمبراطورية الرومانية عام ( ١٠٦ ) تحت اسم ( كولونيا بوسترا ) ، ثم أصبحت عاصمة المقاطعة العربية الرومانية .
– شُيّد مسرحها الشهير في عهد حاكمها تراجان على الأرجح ، ثم تم تحصينه بين عام ( ٤٨١ – ١٢٥١ ) وهو ما ساهم بدون شك في حفظه بحالة استثنائيه .

تعتبر مدينة بصرى من المدن الاثرية  المهمة في العالم …. اكتسبت أهمية خاصة في القرن الأول الميلادي عندما كانت عاصمة لدولة ( الأنباط ) ، وكذلك في المرحلة الرومانية ، حيث اصبحت عاصمة الولاية العربية الرومانية عام ( ١٠٦ ) ، ثم أصبحت مركزاً للكرسي الأسقفي بعد انتشار المسيحية فيها ، وتبنّيها رسمياً في عهد الأمبراطورية الرومانية الشرقية .

Views: 4