إن الهدف الأول لمعظم الحشرات البالغة هو العثور على شريكه من خلال إتباع عدة طرق من بينها الأصوات والرائحة واللمس أو إصدار أضواء مبهرة كاليراعة. وكل نوع له نداءاته الخاصة ودعوته للتزاوج. وقد تُسمع أصوات الحشرات الصغيرة حتى من على بعد، كما تُسمع أصوات الدعوة للتزاوج للجداجد من مسافة قد تصل كيلومتر ونصف. وهناك حشرات إناثها تبحث عن الذكور وهناك ذكور تبحث عن الإناث، ومعظم الحشرات لها تلقيح داخلي وهذا معناه أن الحيوان المنوي والبويضة يلتصقان معا داخل الأنثى على العكس من الإخصاب الخارجي حيث تخصب الذكور البويضات التي تفرزها الأنثى كما يحدث بالمياه. وهناك ذكور تلقي بحيواناتها المنوية على الأرض لتلتقطها الأنثى وتلقح بها نفسها داخليا، وفي معظم الأحيان الذكر والأنثى يتزاوجان معا. وفي الحشرات المفترسة يكون الذكر أقل حجما من الأنثى، وفي العادة يكون معرض لتأكله الأنثى بعد الجماع؛ لهذا فإن بعض الذباب يقدم لأنثاه حشرة صغيرة لتجنب هذا المصير ولتلتهي بأكلها أثناء العملية الجنسية، أماإن جاءها خالي الوفاض تأكله ابتدأ من رأسه.
حفظ النوع
هناك البعض من الحشرات التي تبعثر بيضها وتتركه، والبعض الآخر تضع بيضها في جذوع الشجر أو في أنسجة حيوانات ميتة أو تلصق البيض فوق ظهر الذكر بعد الجماع. والصراصير والجنادب تضع بيضها مغلقا في مادة أسفنجية مكونة كتلة من البيض، وقليل من أنواع الحشرات لا تعتمد على الإخصاب حيث تبيض البويضات غير الملقحة بها نصف عدد الكروموسومات لتتضاعف وتنمو كأنها خصبت، ولا تحتاج أنثاها للتزاوج وهذا شائع في حشرات المن والحشرات الصغيرة التي تتغذى على عصير النباتات، ولا سيما في الربيع حيث يكثر عصير الغذاء وعندما يشح الغذاء بالصيف تلجأ إلى التكاثر الجنسي. وإجمالا يمكن القول بأن معظم الحشرات تتأكد أن بيضها قريب من مصدر للطعام بعد أن تضعه.
Views: 4