تؤسّس الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة على أسس متينة من معاني المحبة والمودة والرحمة، وحين يدرك كلا الزوجين بأن له حقوق وعليه واجبات ويؤديها بكل قناعة ورضا تستمر مسيرة مركب الحياة الزوجية مهما تعرض للرياح العاتية أو الأمواج المتلاطمة، فالمحبة حين تزرع في النفوس لا تنتزع بمجرد اختلاف بسيط في مسألة من المسائل، وسنة الاختلاف بين البشر هي من سنن الله تعالى في الكون، وبالتالي فإن الحياة الزوجية معرضة لحدوث الخلافات بين أطرافها، ولكن تبقى الحكمة في أن لا يخرج الخلاف عن حدوده الطبيعية، وأن تبقى المرأة تؤدي دورها في أسرتها وتطيع زوجها في المعروف وكذلك الرجل يؤدي ما عليه من مسؤوليات وواجبات .
ومن الأمور التي حثت عليها الشريعة وكانت مما يمدح في خلق المرأة الصالحة طاعتها لزوجها، وفي الحديث إذا أمرها أطاعته، ويفهم من ذلك أن طاعة الزوج هي واجبة على الزوجة ما دام الأمر في المعروف ولم يكن في معية الخالق، فحينئذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وإن طاعة الزوج تتجلى في صور متنوعة نذكر منها : استجابة الزوجة لأمر زوجها إذا طلب منها شيئاً في حدود المعروف وبما تطيق نفسها من الأعمال، وكما يعلم فإنّ مهنة الزوجة في بيتها رعاية أطفالها والحفاظ على نظافة بيتها، والعناية بزوجها وتجهيز طعامه .
كما أنّ من صور طاعة الزوج أن لا تدخل المرأة أحداً من الناس إلى بيته إلا بإذنه، وخاصة من يكرهم الزوج وهذا الأمر طبعا لا ينطبق على أقرب الناس إلى المرأة وهم الوالدين .
ومن صور الطاعة كذلك أن لا تخرج المرأة من بيت زوجها إلا بإذنه، فإذا أرادت الخروج طلبت من زوجها أن يأذن لها في ذلك، فإن أبى فعليها أن تسمع كلامه .
وكذلك من صور الطاعة للزوج أن تستجيب الزوجة لطلبه إذا دعاها للفراش، وقد حذر النبي صل الله عليه وسلم نساء الأمة من عدم استجابة طلب الزوج في هذه الحالة حيث تبقى الملائكة تلعنها حتى تصبح .
وأخيراً نقول أن طاعة الزوج لا تنطبق على كثير من الصور في حياتنا المعاصرة حيث ترى بعض الرجال يطلبون من أزواجهن ما لا يستطعن تحمله، فتراه يأمرها مثلاً بأن تخرج لتعمل خارج المنزل علماَ بأنّ واجب النفقة على البيت هو من مسؤوليات الرجل ولا دخل للزوجة فيه إلا إذا رغبت من نفسها أن تشاركه في تحمل المسؤولية وهي تؤجر حينها أجراً عظيماً.
Views: 14