ان المغترب أو المهجر السوري قديم العهد، هذا ويعود للقرن التاسع عشر تزامنًا مع انطلاقه في لبنان.
وقد قام الباحث محمد باروت بإعداد دراسة حول المغتربين السوريين، وقسّم مراحل الهجرة من سوريا إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي الحقبة العثمانية بين 1880 – 1922 وهاجر فيها ربع السكان نحو أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية على وجه الخصوص، هذه الموجة الكبيرة من الهجرة سببها الإقطاع المحلي والمجاعة التي ضربت البلاد خلال الحرب العالمية الأولى وضعف الاقتصاد فضلاً عن عوامل سياسية وثقافية أخرى حسب رأي باروت؛ ولم تتراجع بشكل كبير حتى اختفت إلا بحلول العام 1922 مع استقرار الانتداب الفرنسي في البلاد. الموجة الثانية من الهجرة بدأت في السبعينات والثمانينات،
وكان أحداث الثمانينات دور في تسريع الهجرة نحو الخارج لاسيّما بعد صدور قانون يعاقب المنتمي للإخوان المسلمين بالإعدام؛
واستمرت في التسعينات، فبعد اكتشاف النفط في الخليج العربي، وأمام ضعف الاقتصاد السوري، شكل نمو الاقتصاد الخليجي جاذبًا للعمال السوريين لاسيّما الجامعيين؛ في المرحلة ذاتها انتهت الحرب الأهلية اللبنانية وبدأت مشاريع إعمار لبنان، فاتجهت العمالة الرخيصة والغير المتعلمة إلى لبنان واستقرت فيه، ومجمل النسبة هي هجرة سوري من بين مائة سوري، وهكذا فإن الموجة الثانية من الهجرة حسب باروت، كانت “قريبة” جغرافيًا، نحو الخليج للجامعيين ولبنان للعمالة الفقيرة. الموجة الثالثة من الهجرة، بدأت حسب رأي باروت في القرن الحادي والعشرين، وانخفضت بها نسبة الهجرة لتغدو سوري من بين كل 300 سوري تقريبًا يقوم بالهجرة. خلال أحداث 2011، نزح قسرًا بنتيجة المعارك والاشتباكات المسلحة، حوالي 610 ألف سوري إلى البلدان المجاورة لاسيّما تركيا والأردن ولبنان.
الانتشار السوري، لاسيّما في موجته الأولى، يقدر عدده بنحو 10 مليون حسب بعض الدراسات، و12 – 15 مليون حسب دراسات أخرى صدرت عن وزارة المغتربين؛
هذا الاغتراب فقد معظم صلاته بسوريا، غير أنه يرتبط بها جزئيًا على الأقل من ناحية الأصول. الموجتين الثانية والثالثة من الهجرة، وبحكم كونها قريبة زمنيًا وجغرافيًا فلا تزال العلاقات بين المغتربين والوطن فيها قويّة،
وتعتبر تحويلاتها المالية التي قدرت عام 2008 بحوالي 2 مليار دولار، جزءًا هامًا من القطع الأجنبي في سوريا، وحصتها في موازنة الدولة العامة حينها بلغت 17% تقريبًا.
Views: 36