إن الله خلق النفس الإنسانية قابلة لجميع المنازل والأهوال علواً وسفلاً ..
فهي يمكن أن تتدنى إلى المكر الإبليسى ويمكن أن ترتفع إلى الصفاء الملائكي .
وهي دائماً محل التلوين والتذبذب .
لا ثبات إلا لنفوس الأنبياء والصديقين .
وهؤلاء الأنبياء قد رسموا لنا مساراً .
هم ومن مشي على قدمهم في هذا المسار هم الفرقة الناجية ..
والباقون حطب النار .. بل أن الباقين في النار من الآن .. وهم الأكثر والأغلبية الغالبة .
وهم من الآن في سعار الخلافات وفي آتون الحروب .. إنهم في نار العراك والصراع من الآن .. إنهم في نار نفوسهم بالفعل يؤججون الأحقاد ويسعرون الفتن. .
وهم عميان الدنيا ، وهم غداً عميان الأخرة.
( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) ” 72 _ الإسراء “
إن ما يجري في الدنيا الآن هو امتحان نتيجتة معلنة ومشهرة بالرموز والإشارات من اليوم .. وأهل النار غداً هم أهلها اليوم ..
فهل بدأت تفهم ..؟
انظر في نفسك تعرف الفئة التي ستؤول إليها .
وبقدر السلام الذي في نفسك ستكون من الفرقة الناجية .. وبقدر التوتر والغل والحقد وشهوة الهدم تكون من الفرقة الهالكة .. ولا تغرك البطاقات والرايات المرفوعة والتصريحات والهتافات .. فكم من مسلم في البطاقة وهو أشد كفراً من أبي جهل إنما النيات والأفعال هي الرجال.
والبواطن التي نجاهد في إخفائها هي حقائقنا وليس ما نلبس من ثياب وما نُدلي من تصريحات ..
انظر في باطنك .. وتفكر .. وتأمل .. وتعرّف ما تخفيه .. تعلم أين مكانك في الدنيا .. وأين مكانك في الأخرة .
Views: 71