هناك من تشتاق إليه وأنت تنظر في عينيه, وهناك من لا تشتاق إليه وإن غاب عنك ألف عام, وهناك من تشتاق إليه إذا غاب عنك دقائق, وهناك من لا يجوز أن تشتاق إليه.
والشوق في حق الكعبة جائز لأن الكعبة مخلوق من الحجارة, كما أن البشر مخلوقون من التراب, والصلة بين التراب والحجر قديمة, إن التراب احيانا يتحول الي الحجارة إذا تكلس والحجارة تتحول الي التراب احيانا إذا تفتتت وانهارت, والكعبة والانسان مخلوقان من خلق الله, وقد قضت مشيئة الله أن يطوف الانسان حول الكعبة أملا في التطهر من الذنوب وتوسلا الي الله أن يقبل التوبة ويعفو عن السيئات.
وكثيرا ما يطوف المرء حول الكعبة كرمز لشيء لا يدريه وإن كانت له حرية تفسيره
قيل إن الذرات تطوف حول المصدر, وقيل هي طاعة لأمر لا ندرك جلاله وعظمته, وقيل إن من علامات المحب أن يطيع, وقد هدي الله تعالي عباده الي الطواف حول الكعبة في بيته الحرام فوجبت عليهم الطاعة, وأيا كان السر فإن الطواف حقيقة كونية مدهشة والكعبة هي المكان الوحيد في العالم الذي يطوف الناس حوله طوال النهار وطوال الليل باستثناء أوقات الصلاة الخمسة.
“إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا”
وأغرب ما في شوق الانسان للكعبة أن المرء يحس بالشوق اليها وهو غائب عنها, ويحس بالشوق اليها وهو ينظر اليها, وبرغم أن المسلم يشتاق الي الكعبة في جميع أحواله من القرب والبعد .
واعظم الشوق هو الشوق الى لقاء الله..
(من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله ﻵت) الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا
Views: 32