سجل التاريخ الكثير من معجزات الفراعنة الطبية وتقدمهم في شتى العلوم، ولا يزال العالم الحديث عاجزاً عن تفسير العديد من أسرار القدماء المصريين وعلمهم ومعجزاتهم، وما زالت هذه الأسرار محل اهتمام وبحث علماء الغرب، فقد عرف المصري القديم الكثير من الأمراض وطرق علاجها والوقاية منها، وكان أطباء الفراعنة يدونون ملاحظاتهم عن المرضى بشكل علمي، وقد سجلوا ذلك على جدران المعابد واوراق البردى، وتقول أقدم بردية تلك التي اكتشفها ادوين سميث، ان المصري القديم اعتبر ان الطبيب إمحوتب وزير الملك زوسرإله الشفاء وأن هذه البردية تعتبر أقدم المخطوطات الطبية وقد شملت العديد من الأمراض وطرق العلاج.
هذه البردية يمتد طولها إلى خمس أمتار وهي تصف كيفية التعامل مع ثمانية وأربعين حالة جراحية متعددة، وتوجد هذه البردية ضمن مقتنيات اكاديمية العلوم بنيويورك وترجمت على يد جيمس هنري سنة ألف وتسعمائة وثلاثة بعدما أهدتها إبنة التاجر سميث بعد وفاته إلى جمعية التاريخ بنيويورك ويرجع تاريخ هذه البردية إلى عام ١٦٠٠قبل الميلاد ولم يتم العثور على باقي البردية حيث وجدت غير مكتملة ورجح علماء الآثار أنها كانت تستكمل باقي الجرحات الخاصة بأجزاء الجسم ففي الشق الأول من البردية شرح عن جراحات قام بها الأطباء أيام الفراعنة وهي جراحة الرأس والرقبة والأكتاف والصدر والثدي والكسور المختلفة في الجسم.
بردية مكرهون ويعود تاريخها لفترة حكم الملك امنمحات الثالث عام ١٨٢٥قبل الميلاد وتخصصت هذه البردية في تشخيص أمراض النساء والمراهم الطبية الخاصة بالنساء بالإضافة لعلاج آلام الأسنان.
بردية ايبرس سميت نسبة إلى عالم المصريات جورج ايبرس الذي ترجمها عام ١٨٧٥وتعد هذه البردية من أقدم البرديات ويعود تاريخها إلى عام ٣٠٠٠ قبل الميلاد ويصل طول هذه البردية عشرين متراً وعرضها يبلغ ثلاثين سنتيمترا تقريباً وقد ذكرت هذه البردية ما يقرب من ٤٠٠دواء و٨٧٧ طريقة طبية لعلاج الأمراض كالعيون والنساء والجراحات والتشريح والباطنية والجلد. كل هذه البرديات والمعلومات والوثائق التاريخية تبين لنا بوضوح مدى التفوق والتقدم العلمي الطبي الذي برع فيه الفراعنة وتميزهم ومعرفة العديد من العلوم والتي كانت تعتبر لدينا حدثاً طبياً كمعرفة نوع الجنين ووقت الولادة، وتحديد ما إذا كانت المرأة قادرة على الإنجاب أم لا والعديد من الأمور التي كانوالسباقين إليها ولا يغفل أحد أنه ما زال العلم الحديث بكل ما لديه من أجهزة حديثة يقف عاجزاً عن كشف الكثير من المعجزات الفرعونية في شتى المجلات فهناك تل الفراعنة الموجود حالياً في منطقة كفر الشيخ يتوجه إليه النساء منذ عهد الفراعنة حتى وقتنا هذا لطلب الإنجاب ويتكون التل من أربعة عيون للمياه الجوفية تقوم المرأة التي ترغب في الإنجاب بالإستحمام من المياه وتشرع قصة في منطقة الدلتا إن هذه المياه بها وصفة سحرية لعلج العقم وقد استخدمت هذه المياه في العهد الفرعوني للتطهر قبل دخول معبد الإله حورس الذي كان يفد إليه المصري القديم لتقديم القرابين والمباركة.
في مجال آخر تم اكتشاف إنجازات طب الأسنان عند الفراعنة من خلال دراسة تمت في جامعة اونتريوالكندية والتي أجروها على مومياء ترجع تاريخها إلى ٢١٠٠قبل الميلاد وكشفت الدراسات عن وجود مواد طبية متطورة استخدمها المصري القديم في هذا التخصص كما تم العثور على جماجم بها آثار للخلع، وقيل أن الطبيب المعالج كان يربط الضرس أو الأسنان التي بها تسوس بخيط قوي ثم يقوم بيسحبها وخلعها بقوة، بالإضافة للعثور على آثار خراريج داخل عظام الفك، وقيل أن علاجها كان يتم بالكي بالنار من خلال عود حديد، ناهيك عن زراعة الأسنان حيث لوحظ وجود سلك ذهبي يربط بين سنين في فك أحد المومياوات والطبيب هيس رى هو أول معالج في هذا المجال وقد تم تعريفه داخل مقبرته بأنه الطبيب المعالج للأسنان، وأيضاً سبق المصري القديم العالم الحديث في اكتشاف التخدير، وكانوا يقومون بعمل ذلك من خلال مواد بدائية بسيطة وهي عبارة عن خليط من مسحوق الرخام مضاف إليه الخل ثم يقوم الطبيب بعمل العمليات كتفريغ الخراريج أو غير ذلك وقد ورد ذلك في بردية ابيرس وكان ذلك يتم بآلات جراحية عثر عليها في مقابر فرعونية كالمشرط والخيوط والجفت في خياطة الجروح ورجح العلماء أن يكون التخدير موضعياً أي في مكان الجراحة وليس تخديراً عاماً ويقول الدكتور حسين خالد أن الفراعنة عالجوا الأورام السرطانية والحميدة. بواسطة الجراحة وكذلك استطاعوا التفريق بين الورم الحميد والسرطاني وخاصةً في سرطان الثدي، ايضاً لا بدَّ من الإضاءة قليلاً على علم التحنيط والذي برع به الفراعنة لا بل قد تفوقوا بذلك والدليل عدم التوصل حتى اليوم إلى معرفة أسرارهم وكما هو معروف فإن عملية التحنيط كانت تمر عندهم بعدة مراحل من شفط المخ من داخل الجمجمة عن طريق الأنف باستعمال الإزميل والمطرقة للقطع من خلال الجدار الأنفي، بالاضافة طبعاً إلى إستخراج الأحشاء تماماً من الجسم ما عدا القلب اعتقاداً منهم أنه الوحيد الذي سيحاسب وعرفوا أيضاً زيت الصنبور ووضعه في الاحشاء حتى لا تتعفن واستعملوا ايضاً ملح النطرون ولفاف الكتان المعطر لدورهم في تجفيف أجزاء الجسم نهائياً من الماء لمنع تراكم البكتيريا والجراثيم وقاموا بطلاء الجثة براتنج سائل لسد جميع مسام البشرة ليكون عازلاً للرطوبة وطارداً للأحياء الدقيقة.
عرف الفراعنة أيضا الحجامة وعرفوا كذلك مرض السكري وعالجوه من خلال بذر الكتان والحنظل وخام الحديد وكانو يشيرون بكل كتابتهم إلى مرض السكر بكلمة عسل، وأيضاً عرفو دواء للصلع وكذلك عرفوا طب الأعشاب وقد ذكر ذلك في العديد من البرديات المكتشفة وعرف الفراعنة كذلك أهمية البصل واهتموا به اهتماماً خاصاً وقيل أنهم كانوا يقدسونه وقلدوا اسمه على جدار معابدهم وأوراق البردى ووصفوه بانه شهي ومغذّ ومدراً للبول وكذلك كان يوزع على رأس قائمة الطعام للعمال الذين كانوا يعملون في بناء الاهرامات، عرفوا أيضاً الكثير من الحبوب والنبات التي تستخدم اليوم في صناعة الأدوية والكريمات والمكملات الغذائية كثبات الآس والعرقسوس، والبلح، والكمون، العنب نبات الصبار والكثير من الأسماء التي لا يسعنا ذكرها الآن كالبرتقال الذي كان يستعمل للتخلص من الاكتئاب والصندل للتخلص من آلام المفاصل الحبة السوداء لعلاج الجهاز الهضمي، زيت النعناع لنزلات البرد، الصبار لمنع الحمل وغيرها من الأشياء وهذا يدل على التقدم العلمي لدى الفراعنة وأنه لا زال هناك الكثير من الألغاز والأسرار المدفونة في مقابرهم ويدلنا ذلك على مدى عظمتهم وأهمية ما تركوه ليس ذلك للمصريين بل لكل شعوب العالم,
الطب الفرعوني,الطب عند قدماء المصريين pdf,الطب عند الفراعنة pdf,الطب فى مصر القديمة pdf,كتاب الطب الفرعونى
معجزات الفراعنة,النباتات الطبية الفرعونية,المدارس الطبية في مصر القديمة,
Views: 338