الإيمان بالله تعالى هو الأصل الأول من أصول الإيمان، بل هو الأصل الأصيل الذي من أجله خلق الله السماوات والأرض، وخلق الجنة والنار،
١- الإيمان بوجود الله:
هناك ثلاثة احتمالات لوجود كل تلك المخلوقات:-
١- إما أن تكون خلقت نفسها بنفسها.
٢- أو أن تكون خُلقت صدفة.
٣– أو أن يكون هناك خالقٌ خلقها.
فلنفكر سوياً،
أين كنا قبل أن نخلق؟
بماذا كنا نحس ونشعر قبل خلقنا؟
– هل أحسسنا بالأحداث العظام التي مرت على كوكب الأرض كطوفان سيدنا نوح عليه السلام والحرب العالمية الأولى والثانية مثلا؟
– هل كنا نرى من مكان ما مثلا الأنبياء وهم يرسلون إلى أقوامهم؟
والجواب : لم نر شيئا ولم نحس بأي شيء ولم تكن لنا القدرة على أي شيء، لقد كنا عدماً، فكيف نخلق أنفسنا ونحن عدم!!!!!
وبهذا ينتفي الاحتمال الأول، فلم نخلق أنفسنا يقيناً لاستحالة ذلك، ولأننا كنا لا شيء… كنا عدماً.
ثم سأحكي لكم قصة;
أثناء تكوين أحد البشر في بطن أمه، وبعد أن اندمجت خلية الأب وخلية الأم وبدأت في التكاثر،
جاءت الخلايا التي ستكون القلب، وبدلاً من أن تنمو وتكون القلب بحجراته الأربعة (أذنين وبطينين), نمت هذه الخلايا مصمتة بالصدفة!!!! فكونت قلب مصمت لا حجرات فيه.
وجاء إصبع الإبهام وبدلاً من أن ينمو في مكانه، نما في كوع هذا الإنسان صدفة!!!!!
والخلايا المسئولة عن تكوين الأذن نمت مصمطتة هي الأخرى ولم تكون قناة الأذن صدفة أيضا!!!!
بل من سوء حظ هذا الإنسان أن نمت رجله اليمنى محل رقبته صدفة أيضاً!!!!
هل تعلم ما هي احتمالية أن يتكون الإنسان صدفةً بالشكل الخارجي الذي نعرفه، وبالأعضاء الداخلية التي نعرفها بالشكل الذي نعرفه؟
الجواب هو: يستحيل أن يتكون إنسان بالشكل الذي نعرفه صدفة، وإذا تكون مرة صدفة، فالمرة الأخرى لن تأتي.
فكيف بهذا العدد الهائل الذي لا يحصى من بني آدم الذين خُلقوا منذ بداية الخليقة إلي يوم القيامة، وكلهم مخلوقون بنفس الشكل، لهم نفس الأعضاء الخارجية والداخلية، وجميعها تؤدي نفس المهام, أجميع هؤلاء مخلوقون صدفة.
وبهذا ينتفي الاحتمال الثاني، فلا يمكن أن تكون كل هذه المخلوقات خُلقت صدفة.
ولا يتبقى إلا الاحتمال الثالث وهو:
لابد وحتما من وجود خالق لكل هذه المخلوقات، والخالق الوحيد هو الله عز وجل.
جاء بعض الملاحدة إلى أبي حنيفة رحمه الله، فناظروه في إثبات الخالق عز وجل، وكان أبو حنيفة من أذكى العلماء فوعدهم أن يأتوا بعد يوم أو يومين، فجاؤوا، قالوا: ماذا قلت؟
قال: أنا أفكر في سفينة مملوءة من البضائع والأرزاق جاءت تشق عباب الماء حتى رست في الميناء ونزلت الحمولة وذهبت، وليس فيها قائد ولا حمالون.
قالوا: تفكر بهذا؟! قال: نعم.
قالوا: إذاً ليس لك عقل! هل يُعقل أن سفينة تأتي بدون قائد وتنزل وتنصرف؟! هذا ليس معقول!
قال: كيف لا تعقلون هذا، وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس كلها بدون خالق؟
فعرفوا أن الرجل خاطبهم بعقولهم، وعجزوا عن جوابه.
قال الله تعالى:
“أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ”
وقال تعالى:
“أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ”
وقال تعالى:
“هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا“
Views: 182