الحقيقة: الإخلاص شيء والنية في العبادة شيء آخر، نية العبادة تفرِّقها عن العادة، الإنسان حينما يألف العبادات يفعلها وكأنها عادات، يفعلها ويتأثر بها، يفعلها ولا يرقى بها، فإذا نوى في عباداته التقرب إلى الله عز وجل تكون هذه العبادة كاملة، بل إن بعض الناس يقول لك: الصلاة رياضة والصيام صحة، هذا كلام خطير، لو أنك انبعثت إلى الصلاة من أجل صحة جسدك، إذاً ليست هي عبادة، حينما تصلي هناك نتائج إيجابية كبيرة جداً من الصلاة، أما حينما تنوي بالصلاة لتروِّض جسمك فجعلتها عادة ولم تجعلها عبادة, النية مطلوبة ، لذلك بعض علماء العقيدة والفقهاء رجّحوا أن تتلفظ بالنية مع أنها من عمل القلب، ولكن التلفظ بها يذكِّرك بهذه النية, بل إن السلف الصالح هل تصدقون كان أحدهم إذا فتح دكانه, يقول:
نويت خدمة المسلمين.
انقلبت تجارته إلى عبادة.
طبيب دخل إلى عيادته, إذا قال: يا ربِّ وفِّقني لمعالجة هؤلاء المسلمين وشفائهم من أمراضهم وتقريبهم منك، كأنه يصلي في عيادته.
لو محامٍ دخل إلى مكتبه فقال: يا ربي هيِّئ لي إنساناً مظلوماً يكون صادقاً معي، وأبعدْ عني الإنسان الظالم الذي يريد أن يستخدم علمي ليأخذ ما ليس له, هذا المحامي مكتبه أصبح مسجداً، أصبحت حرفته عبادة.
لو مدرس لم يربط بين دخله القليل وبين تعليم الطلاب، أي لم يعلِّمهم على قدر معاشه، نوى بحرفته خدمة المسلمين، وتعليم أبنائهم، وأن يكون قدوة لهم، أصبح تدريسه عبادة.
تاجر جاء ببضاعة جيدة وسعّرها بسعر معتدل ونوى بها خدمة المسلمين، أصبحت تجارته عبادة، المنافق عبادته عادات لا قيمة لها والمؤمن عاداته عبادات, فلذلك كي نميز العبادة عن العادة لا بد من النية، أنوي أن أصوم رمضان تقرباً إلى الله عز وجل، أنا أصلي لأن الله أمرني بالصلاة، لا أفكر أبداً أن هذه الصلاة تريِّض جسمي وتخفف وزني وتنشطني, هذا بحث آخر.
ما الفرق بين الإخلاص والصدق؟ :
هناك إخلاص وهناك صدق؛ الإخلاص ألاّ يكون المطلوب منقسماً، أي مطلوبك ليس مع جهات، أنت ترضي زيداً وعبيداً وفلاناً وعلاناً وترضي الله، لست مخلصاً، ينبغي أن يكون المطلوب واحداً هو الله:
إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي.
أما فلان له عليّ يد يجب أن أرضيه، وفلان قوي أحتاجه في المستقبل سأزوره، فالمقصود متعدِّد، فلست مخلصاً، أما المؤمن فمقصوده هو الله وحده، لا إله غيره، هذا الإخلاص عدم انقسام المطلوب، أما الصدق عدم انقسام الطلب، طالب الآخرة, وطالب الدنيا، وطالب الراحة, وطالب السمعة, وطالب المجد، فالطلب انقسم، فالصدق عدم انقسام الطلب، أما الإخلاص عدم انقسام المطلوب.
الأخطار التي تحدق بالإنسان لا تعد ولا تحصى :
الواجبات القلبية هي: الإخلاص, والتوكل, والمحبـة, والصبر, والإنابـة, الرجاء, و التصديق الجازم, والنية في العبادة.
نحن ألِفنا أن نفعل واجبات الجسد، وقد يضيق قلبنا، قد لا نسعد ببعض عباداتنا لأننا أهملنا عبادة القلب، طبيعة الحياة المعاصرة فيها أخطار صحية، وهناك تلوث عام, هناك أخطار السير، هناك أخطار أن تُتهم بتهمة أنت بريء منها، هناك سيوف مسلّطة على الإنسان, هكذا شاءت حكمة الواحد الديّان، فالتوكل يريحك من هذا الضغط.
إذا أردت أن تعدِّد الأخطار التي تحدق بالإنسان لا تُعد و لا تُحصى, أبسطها:
عامل بمطعم من أرقى المطاعم، من أنظف المطاعم, عنده موظف يحمل فيروس التهاب الكبد الوبائي، هذا مرض قاتل، ويكفي ألا يبالغ في تغسيل يديه عقب دخوله للحمام حتى يصيب ثلاثمائة إنسان من رواد هذا المطعم بمرض التهاب الكبد الوبائي, دخلت مطعماً, وأكلت طعاماً حلالاً, ودفعت ثمنه من كسبك الحلال، فهذا خطر، الأخطار التي تهدد الإنسان لا سيما في هذا العصر لا تعد ولا تحصى، دخل إلى الحمام, وفي أرض الحمام ماء, ولم يلبس حذاء، ومسك التيار الكهربائي يموت فوراً، فهناك أخطار كبيرة جداً، كيف نسعد مع هذه الأخطار؟ بالتوكل، الأمر بيد الله، أنا آخذ بالأسباب, وانتهى الأمر، وعلى الله الباقي.
بين العادة والعبادة,تحول العبادة الى عادة,سنن العادات وسنن العبادات,الدين عبادة وليس عادة,تحول العبادات الى عادات,كيف تصبح العادة عبادة,كيف يمكن تحويل العادات الى عبادات وضح ذلك بالمثال,خطبة رمضان بين العادة والعبادة,تحول العبادة الى عادة,العادة والعبادة,كيف تصبح العادة عبادة,الدين عبادة وليس عادة,تحول العبادات الى عادات,الصلاة عبادة وليست عادة,النية تحول العادة الى عبادة,بين العادة والعبادة,
Views: 60