اسم الله المقدم والمؤخر من الأسماء المتقابلة الّتي لا يذكر أحدهما إلاّ
مع الآخر
ومعناهما أنه سبحانه هو المنزِّل للأشياء منازلها يقدّم ما شاء منها ويؤخّر ما شاء
،
قدّم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدّم من أحبّ من أوليائه على غيرهم من عبيده،
ورفع الخلق فوق بعض درجات،
وقدّم من شاء بالتّوفيق إلى مقامات السّابقين
، وأخّر من شاء عن مراتبهم وثبّطهم عنها، لا مقدّم لما أخّر، ولا
مؤخّر لما قدّم
والتّقديم والتّأخير كلّ منهما
نوعان:
النّوع الأوّل: تقديم وتأخير كونيّان، كتقديم وتأخير بعض المخلوقات على بعض في الخلق، وتقديم الأسباب على مسبّبتها
وهذا لا يمكن حصره.
النّوع الثّاني: تقديم وتأخير شرعيّان كتفضيل الله تعالى جنسا على جنس، ومكان على مكان، وزمان على غيره.
فإذا علم العبد ذلك عليه الرّضى بقضاء الله وقدره لأنه يعلم أنّ ما يكون عليه حاله من تقدّم أو تأخّر فإنّما هو بتقديم الله تعالى وتأخيره وكل ذلك بحكمة منه سبحانه،
وعليه أيضا أن يسابق إلى الأعمال الّتي قدّمها الله عزّ وجلّ ومن ذلك المسابقة إلى التوبة وفعل الخيرات والصفوف الأولى في الصلاة والمسابقة في بر الوالدين وغيرها
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
ولله_الأسماء_الحسنى
Views: 17