-->
من هو قراقوش وما هي قصته → نجوم سورية
القائمة إغلاق

من هو قراقوش وما هي قصته

تنتشر في مصر جملة “حُكم قراقوش” وتُقال للشخص إذا كان صاحب سُلطة ومَالَ إلى البغي والظلم ، فتُقال للوزير والحاكم وعلى جانب آخر صوَّرت بعض المصادر قراقوش كمثال للسذاجة والبَلَه وحُكِيَت عنه حكايات تُشير إلى شخص أحمق وغبي ويثير الضحك ، فما حقيقة هذا الأمر .
قال عنه ابن إياس في “بدائع الزهور” : كان قراقوش القائم بأمور الملك ، يسوس الرعية في أيامه أحسن سياسة ، وأحبته الرعية ودعوا له بطول البقاء ، وقال عنه ابن خلكان في “وفيات الأعيان” : كان حسن المقاصد ، جميل النية وكان له حقوق كثيرة على السلطان وعلى الإسلام والمسلمين .
ㅤ ㅤ ㅤ
قراقوش في الأصل غلام مملوكي جيء به من أسواق النخاسة وقراقوش معناها بالتركية “النسر الأسود” ألحق بمماليك أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين وقتما كان يعمل في خدمة السلطان عماد الدين زنكي بالشام ، أسلم على يد سيِّده أسد الدين ، وأصبح اسمه بهاء الدين عبد الله الأسدي نسبة الى سيّده أسد الدين الذي أعتقه بعد ذلك وصار مشهوراً بالأمير بهاء الدين قراقوش ، وأصبح بعد ذلك من كبار أمراء أسد الدين شيركوه .
ㅤ ㅤ ㅤ
ولما استقل صلاح الدين بشؤون مصر عيّنه كبيراً لشؤون القصر ثم أصبح رجل صلاح الدين الأول وساعده الأيمن يوليه كامل ثقته و يندبه لمهام الأمور ، ولما غاب صلاح الدين عن مصر ، عيّن قراقوش نائباً عنه وفوّض أمورها إليه ، فوطّد الأمور وضبط النظام ، ولما مات صلاح الدين الأيوبي ظل قراقوش وفيّا لأبناء صلاح الدين إلى أن استتب الأمر في مصر للعادل أخو صلاح الدين وكان قراقوش في نهاية عمره وقد اعتزل العمل ثم مات .
ㅤ ㅤ ㅤ
قام الأسعد بن مماتي بتأليف كتاب “الفاشوش في أحكام قراقوش” ملأه بالسخرية والأكاذيب على بهاء الدين قراقوش ، حتى علّق عليه مؤرخ عظيم عاش في أواخر الدولة الأيوبية وهو “ابن خلكان” فيقول : والناس ينسبون له أحكاماً عجيبة في ولايته نيابة مصر عن صلاح الدين حتى إن الأسعد بن مماتي في كتابه وضع أشياء يبعد وقوع مثلها من قراقوش والظاهر أنها موضوعة فإن صلاح الدين كان يعتمد في أحوال المملكة عليه ، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته ما فوّضها إليه .
ㅤ ㅤ ㅤ
فمن هو ابن مماتي ؟ هو مصري مسيحي من أسيوط وكان والده من كتبة الديوان في الجيش وقد أحس والد ابن مماتي بالتضييق عليه لديانته فأسلم هو وأبناؤه جميعاً وكان شعراء مصر يكتبون فيه شعراً ساخراً تندراً بإسلامه للمنصب ، ويبدو أن ما كتبه الأسعد بن مماتي كان من باب الحسد على بلوغ قراقوش مكانته وثقة الحكام به وبقدرته وهي مكانة لم ينلها أحد غيره .

Views: 579

هل اعجبتك المقالة شاركنا رأيك