اقسم الله سبحانه وتعالى بالسماء والطارق واحتار العلماء ما هو الطارق وما هو النجم الثاقب
” أقسم سبحانه بالسماء ونجومها المضيئة وكل منها آية من آياته الدالة على وحدانيته ، وسمى النجم طارقا لأنه يظهر بالليل بعد اختفائه بضوء الشمس ، فشبه بالطارق الذي يطرق الناس أو أهلا ليلا ، قال الفراء : ما أتاك ليلا فهو طارق ، وقال الزجاج والمبرد : لا يكون الطارق نهارا ” انتهى من “التبيان في أقسام القرآن”
(ص 63) .
وقال الطبري أيضا (24/352) :
” ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمتُ به ؟ ثم بين ذلك جلّ ثناؤه فقال : هو النجم الثاقب ، يعني : يتوقد ضياؤه ويتوهَّج ” انتهى .
قال ابن كثير رحمه الله :
” وقوله : ( الثاقب ) قال ابن عباس : المضيء ، وقال السدي : يثقب الشياطين إذا أرسل عليها ، وقال عكرمة : هو مضيء ومحرق للشيطان ” انتهى من “تفسير ابن كثير” (8 /375) .
وأما الأمر الذي أقسم الله جل جلاله بهذه الآيات الباهرة ، على أنه حاصل وكائن لا محالة ، فهو قوله تعالى بعد ذلك ( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ) .
قال ابن كثير رحمه الله (8/375) :
” أي: كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات ، كما قال تعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) الرعد/11 ” .
وقال ابن القيم رحمه الله :
” والمقسم عليه ههنا حال النفس الإنسانية ، والاعتناء بها ، وإقامة الحفظة عليها ، وأنها لم تترك سدى ، بل قد أرصد عليها من يحفظ عليها أعمالها ويحصيها . فأقسم سبحانه أنه ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها وقولها ويحصي ما تكتسب من خير أو شر,,
Views: 23