إن الزواج ليس هدفا مجردًا، وإنما الهدف الحقيقي الذي يحرص الإنسان على تحقيقه: ما بعد الزواج من الاستقرار والتوافق ليكون كل منهما خير لباس لشريكه.
المسلم يؤمن أنه لا راحة للقلب، ولا سكينة للنفس إلا بالتسليم، وتفويض الأمور للحكيم الخبير الذي خلقها ويعلم ما يصلحها، ولا سعادة للروح إلا إذا أدارت دفة حياتها بإحسان ظنها بربها؛ فالأرزاق محفوظة ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها كاملًا غير منقوص.
يعتبر الزّواج نقطة تحوّل مهمّة في حياة الإنسان، فهي المرحلة التي تنقل الإنسان من مرحلة العزوبيّة إلى مرحلة الشّراكة الحقيقيّة مع إنسان آخر، ويختلف النّاس فيما بينهم في كيفيّة الوصول إلى هذه المرحلة، فمن النّاس من يسلك الطّريقة التّقليديّة في البحث عن الزّوجة حيث تتولّى الأم هذا المهمّة، بينما يحبّذ آخرين أن يبحثوا بأنفسهم عن شريك حياتهم،
وفي كلّ الأحوال تكون مسألة الزّواج هي عبارة عن اختيار وفي نفس الوقت حظّ ونصيب وقدر، فكيف يتمّ التّوفيق بين الاختيار في مسألة الزّواج ونصيب الإنسان وقدره المكتوب مسبقًا ؟. القدر والتخيير ممّا لا شكّ فيه أنّ الله سبحانه وتعالى قد كتب كلّ شيءٍ قبل أن يخلق السّموات والأرض، فقد خلق الله أوّل شيءٍ وهو القلم وقال له: اكتب ما هو كائن إلى قيام السّاعة، ومن بين ما هو مكتوب ومقدّر على الإنسان جميع سلوكه واختياراته في هذه الحياة الدّنيا ومن بينها مسألة اختيار الزّوجة، وبالتّالي فإنّه لا يوجد تعارض بين نصيب الإنسان وقدره في الزّواج من امرأة معيّنة ومسألة الاختيار النّابع عن إرادة الإنسان من جهة أخرى، فالإنسان يستشعر حرّية الاختيار حقيقة في حياته عندما تراه يبحث عن الزّوجة الصّالحة التي تناسبه وتشترك معه في صفاته، وكذلك الحال مع المرأة التي تختار شريك حياتها من بين قائمة الرّجال الذين يتقدّمون لها، وإنّ حقّ الاختيار الكامل هذا ينبغي أن يكون حجّة على الجميع بحيث لا يجد إنسان عذراً في أن يلقي عثراته وخيبة سعيه وسوء اختياره على النّصيب والقدر ذلك أنّه امتلك حرّية الاختيار منذ البدء فاختار نصيبه بمشيئة الله سبحانه وتعالى وعلمه. كثيراً ما يتردّد على ألسنة النّاس عبارة يلقون فيها اللائمة على النّصيب عندما تفشل علاقاتهم الزّوجيّة بقوله هذا نصيبه أو هذا نصيبها، والحقيقة التي لا مراء فيها أنّ الأمر يعود إلى الإنسان وطريقة اختياره لشريك حياته وهل سلك المنهج الصّحيح في الاختيار أم لا، فإنّ الإنسان ينبغي أن تكون له أسس ومعايير عند اختيار شريك حياته بعيدًا عن العشوائيّة والهوى بحيث ينظر في حال من يرغب الارتباط به وينظر هل تلائم صفاته صفاته كما ينظر في نسبة القواسم المشتركة بينها مع مراعاة أسس الكفاءة في التّعليم، والثّقافة، والعمر وغيرها والتي أثبتت كثير من الدّراسات أنّها يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار الشّريك المناسب،
فالزّواج إذن وإن كان مقدراً من عند الله تعالى فإنّه في الوقت ذاته علاقة مبنيّة على الاختيار الكامل والإيجاب والقبول.هذا وكم من فتاة جل وقتها بين مراكز العناية ومحلات التجميل، وتنُعت بأنها “حقيبة أمها” لكثرة خروجها معها في كل مناسبة حتى تُعرَف، واسمها عند من يسعى للتوفيق بين الأزواج، وحتى الآن لم تتزوج، وكم من فتاة تتزين وِفق الفطرة التي جبلت عليها من غير مبالغة، ونادرًا ما تخرج من منزلها، ولا تُعرَف موفقين، هي الآن في بيت زوجها، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب! وكم من شاب رفض من اختارها له أهله لأنها ليست مأموله ولا طموحه، وبعد إقناع استخار وأقدم. وكم من فتاة رفضت من تقدم لها من الأكفاء لأنه يخالف الصورة الذهنية التي رسمتها لفارس أحلامها، فسخَّر الله لها وليها فأقنعها بالحسنى فاستخارت وأقدمت. ثم هم يحمدون العاقبة ويشكرون الله على اختياره، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة :216].
وكم من شاب وفتاة استماتوا للزواج من شخص محدد بعينه وبعد أن حقق الله رغبتهم، اكتشفوا بعض العيوب التي لم يستطيعوا التكيف معها، ليربينا الله أن اختياره خير من اختيارنا وأن الزواج قسمة ونصيب: {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة :216].
هل الزواج نصيب ام اختيار اسلام ويب,هل الزواج نصيب ام سعي,هل الزواج نصيب ام اختيار للشيخ محمد حسان,هل الزواج نصيب مكتوب,هل الزواج نصيب من عند الله,ايات عن النصيب في الزواج,هل الزواج مكتوب ام اختيار,هل الزواج قسمة ونصيب ام اجتهاد,كيف يتم اختيار الزوج,كيفية اختيار شريك الحياة,
Views: 1050