ان الدعاء في الإسلام هو عبادة تقوم على سؤال العبد ربَّه والطلب منه وهي عبادة من أفضل العبادات التي يحبها الله خالصةً له ولا يجوز أن يصرفها العبد إلى غير خالقه.
الإلحاح في الدعاء,
روى محمد بن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله: “من لم يسأل الله يغضب عليه”
روى الحاكم في صحيحة من حديث أنس عن النبي قال “لاتعجزوا في الدعاء فإنه لايهلك مع الدعاء أحد”
ذكر الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله: “إن الله يحب الملحين في الدعاء”
في كتاب الزهد للامام أحمد عن قتادة قال: قال مورق: “ما وجدت للمؤمن مثلا إلا رجل في البحر على خشبة فهو يدعو يا رب يا رب لعل الله عز وجل أن ينجيه”
اداب الدعاء واسباب الاجابة,
- الإخلاص لله تعالى.
- أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
- الإلحاح في الدعاء وعدم الإستعجال.
- حضور القلب في الدعاء.
- الدعاء في الرخاء والشدة.
- لا يسأل إلا الله وحده.
- عدم الدعاء على الأهل والمال والولد والنفس.
- خفض الصوت في الدعاء بين المخافتة والجهر.
- الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.
- تحري أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنام الأحوال والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء.
- عدم تكلف السجع في الدعاء.
- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
- كثرة الأعمال الصالحة فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء.
- رد المظالم مع التوبة.
- الدعاء ثلاثـًا.
- استقبال القبلة.
- رفع اليدين في الدعاء.
- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
- أن لا يعتدي في الدعاء.
- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره.
- أن يتوسل إلى الله بأسمائهِ الحسني وصفاتهِ العلى أو بعمل صالح فعلهُ الداعي نفسه أو بدعاء رجل صالح له.
- التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
- أن يدعو لإخوانه المؤمنين ويحسن به أن يخص الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء وأن يخص بالدعاء من في صلاحهم صلاح المسلمين كأولياء الأمور وغيرهم ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين.
- أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة.
- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
- الابتعاد عن جميع المعاصي.
أسباب عدم إجابة الدعاء
أن يكون فيه من العدوان فهو دعاء لا يحبه الله
لضعف القلب وعدم إقباله على الله لأن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)﴾ [سورة الأعراف]
أكل الحرام: ورد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال: رسول الله “أيها الناس إن الله طيب لايقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك”
الظلم,
كثرة الذنوب,
استيلاء الغفلة والشهوة واللهو على القلوب,
عدم الإيقان بالإجابة: أخرج الحاكم في صحيحه من حديث أبى هريرة عن النبي قال: “ادعُوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”
الإعتداء في الدعاء
يقول تعالى (ادعوا ربكم تضرعاً وخُفْيَةً إنه لا يحب المعتدين)، وهذا فيه النهي عن الاعتداء في الدعاء قال ابن القيم:(فكل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله). ويكون الاعتداء في الدعاء بما يلي:
أن يدعو الله بنفي ما هو ثابت في الشرع والعكس أيضا بثبوت ما هو منفي في الشرع:كأن يدعو لكافرٍ أن لا يدخل النار أو أن لا يعذب أو لا يخلد فيها أو يسأل ربه أن لا يمتحنه بالابتلاءات وكذلك في القسم الثاني كأن يدعو لنفسه أن يكون أول من تنشق عنه الأرض أو عدم الوقوع في الذنوب والمعاصي والعصمة منهما.
أن يدعو الله بنفي ما هو ثابت بالعقل أو العكس بثبوت ما هو منفي بالعقل كأن يدعو أن يكون في مكانين في وقت واحد.
أن يدعو الله بما هو مستحيل الوقوع كأن يطلب أن يكون عنده ولد دون زواج وكالنجاح من دون دراسة.
أن لا يعزم الدعاء فيعلقه على المشيئة كأن يقول اللهم اغفر لي إن شئت لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت -، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له.
أن يدعو على من لا يستحق هذا الدعاء بمعنى يدعو بظلم فيظلم في الدعاء كأن يقول اللهم اغفر لي ولا تغفر لأحد لحديث أبي هريرة رضـــي الله عنه مرفوعاً:(لا يزال يُستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم)
أن يدعو الله أن ييسر له الحرام أو ما كان وسيلة للحرام كأن يقول اللهم يسر لي خمرا أو سرقة.
أن يرفع صوته لغير حاجة لأنه ينافي الأدب مع الله وينافي الآية الكريمة من الاسرار في الدعاء.
أن يسأل الله من غير تضرع كالمستغني عن الدعاء
أن يدعو الله بما لا يصلح له كأن يؤتى خزائن الأرض أو يعلم الغيب مما خاص بالله أو الرسل.
التكلف في التفصيل في الدعاء، وقد ثبت عن عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول: (اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بنيّ سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء).
Views: 8