لقد ذكرت قصّة سيّدنا يوسف عليه السّلام في القرآن الكريم، وقد كان فيها الكثير من العبر والآيات، فقد صبر يوسف عليه السّلام على الظلم مرّات عديدة، فقد ظلم على يد إخوانه الذين حسدوه على محبّة أبيه له وكادوا له حتّى جعلوه في غيابت الجبّ، ثمّ منّ الله تعالى عليه بالفرج والاصطفاء،
ثمّ تعرّض عليه السّلام إلى ظلم امرأة العزيز التي تربّى في بيتها فراودته عن نفسه فامتنع، فكادت له حتى أدخلته السّجن ظلمًا وبهتانًا، ثمّ منّ الله عليه بالفرج مرّةً أخرى بعد الشّدّة والضّيق وبوّأه الله مكانة عليها حيث أصبح من أهمّ وزراء الملك واستجلب أهله من فلسطين ليسكنوا في مصر.
وقد اختلف العلماء والمؤرّخون في المكان الذي دفن فيه يوسف عليه السّلام، فمن النّاس من ذكر حديث عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام يحدّث فيه عن عجوز من بني إسرائيل كانت تعلم مكان قبر يوسف حيث لجأ اليها سيّدنا موسى عليه السّلام حينما خرج من مصر مع قومه هاربًا من فرعون وبطشه، فقيل إنّ يوسف قد أخذ على قومه موثقًا أن يخرجوا رفاته من مصر إلى فلسطين فعزم موسى عليه السّلام على ذلك فقيل له ما يعلم ذلك إلا عجوز من بني إسرائيل فأتاها فسألها فأجابته من بعد أن أخذت مرادها، فاستخرجت عظام يوسف عليه السّلام من القبر ودفنت في فلسطين، لذلك يقال إنّ قبر يوسف عليه السّلام في نابلس وقيل إنّه في مدينة الخليل إلى جانب قبر أبيه وجده،
وايضا هناك روايات أصحّ من ذلك تذكر أنّ قبره بقي في مصر من دون تحديدٍ لذلك. والصّحيح والرّاجح من قول العلماء والمؤرّخين أنّه لا يوجد قبر نبيّ معروفٌ مكانه إلا قبر سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وقيل قبر إبراهيم عليه السّلام كذلك، أمّا سوى ذلك من الأنبياء فلا يعرف قبرهم والله تعالى أعلم.
Views: 13