< >
القائمة إغلاق

فتاتان من غزة تبتكران برنامج على الهاتف الخلوي يحول إشارة الصم والبكم لكلمات مسموعة

تتوالى إبداعات وانجازات الشباب الفلسطيني بغزة برغم الحصار والمعيقات التي تحول دون تطوير ابتكاراتهم لتحويلها لواقع ينافس الابتكارات العالمية والوصول نحو النجومية بأفكار تخدم العالم وتعمل على مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة .

فكثيراً ما تحدث قصص الخيال العلمي عن ابتكارات تعمل على مساعدة أشخاص من ذوى الإعاقة ، وتنقل حياتهم نقلة نوعية بفعل هذه الأجهزة المساعدة .

ويتواجد حواجز بين أشخاص أسوياء والأشخاص المعاقين ,ورغم أن لغة الإشارة ساهمت في سد جزء من هذه الثغرة لتلعب دورا مهما في مساعدة الصم على التواصل بشكل أفضل ,لكن أغلبية ساحقة من المواطنين لا يتقنون ترجمة حركات الصم والبكم التي تعتبر لغة التواصل .

هذا الحلم أصبح حقيقة فغزة بطبيعتها تنجب باستمرار مبدعين أصحاب رؤية تخدم المجتمع ،وذلك  بعد أن قامت المهندستان هيا أبو ريا وأيه الشيخ خليل 22 عام الطالبتان في قسم الهندسة الكهربائية بتقديم رؤية لخدمة الصم والبكم بعد افتتاح قسم خاص لهم في الجامعة الإسلامية, وذلك باختراع جهاز يحول أشارتهم إلى كلمات مسموعة عن طريق برنامج يوضع على الهاتف الخلوي وهو برنامج تطبيقي  ,بشرط أن يكون الجهاز يحتوي على تقنية البلوتوث وان يكون ناطقا .

وبثقة نفس بالنجاح الذي تم انجازه على يد المهندستان ، تشرح الطالبة أبو ريا فكرة هذا المشروع قائلة ” ضمن تخصصنا كانت لدينا الرغبة بتقديم خدمة تساعد الصم والبكم في حياتهم ، وصحيح أن لغة الإشارة قد أثبتت على المدى الطويل بأنها وسيلة فعالة تمكن من التواصل بين الصم والأسوياء ، إلا أن الأمر يتطلب من الناس بعض الوقت للتعلم والكثير من الناس أيضا الذين لديهم السمع ليس لديهم المهارة ويبحثون عمن يترجم لهم هذه الإشارات ، ويصعب التعامل مع هذه الفئة  ”

ومن هنا تكونت هذه الفكرة النادرة من نوعها في قطاع غزة  ، وبتحفيز وموافقة مشرفهم في الجامعة الدكتور باسل حمد ، وخاصة انه لم يتم اختراع مثل هذا الجهاز في قطاع غزة,ويوجد بعض المحاولات في الخارج لإنتاج مثل هذه الجهاز ولكن بتقنية مختلفة عن الطريقة التي اتبعها الخريجتين في أنتاج هذا الجهاز أو برمجته .

ويوجد جهاز يترجم الإشارات إلى صوت ولكنه ضخم بعض الشيء ويصعب التنقل به ومرتفع التكلفة .

وقالت أبو ريا ” قبل البدء في اختراع الجهاز والتطبيق بحثنا عن قاموس لغة الإشارة للصم والبكم لمعرفة كيف يتم تقسيمها فوجدنا أنها تنقسم إلى حروف وكلمات كل حرف له إشارة مختلفة وكل كلمة لها إشارة خاصة بها وهذا ما حدد لنا مكونات الجهاز والنظرة المستقبلية له “.

ويتكون الجهاز من قفازات يرتديها المستخدم من ذوى الصم والبكم  ويحتوي كل قفاز على 7 مجسات حركة في كل أصبع مجس, بالإضافة إلى مجسين أضافي على منتصف أصبع الإبهام والسبابة لأنه يوجد حركات تضغط على أماكن مختلفة من الأصبعين ,ويحتوي أيضا على وحدة تحكم مزودة ببطارية ترسل الإشارات بطريقة البلوتوث إلى الهاتف الخلوي .

وعن إلية عمل المجسات والبرمجة في هذا الجهاز ، شرحت زميلتها أية الشيخ خليل قائلة ” مجسات الاستشعار تقوم بترجمة الكلمة الناتجة عن الحركة إلى شفرة رقمية والتي ترسل بواسطة وحدة التحكم عبر مرسل البلوتوث إلى الهاتف الخلوي ، حيث تم تنصيب تطبيق خاص بتحويل هذه الشفرات إلى كلمات مسموعة بمساعدة قاموس بيانات الكتروني ضمن البرنامج التابع لبرمجة الجهاز “.

وليس هذا فقط هو عمل البرنامج الذي يتم تنصيبه على جهاز الهاتف الخلوي بل يستطيع البرنامج تحويل الإشارة إلى كلمات يمكن إرسالها برسالة نصية إلى أي جهاز كما يمكنه حفظ كل المحادثات التي تم التحدث بها خلال اليوم .

ولا يحتاج الجهاز للكثير من الطاقة الكهربائية فهو يستخدم بطاريات عادية تستمر لأكثر من ستة شهور إذا تم استخدامه بشكل يومي بينما البرنامج يعتمد على قوة بطارية الجهاز المستخدم .

وعن أهم الصعوبات التي واجهت المهندستان قالت أبو ريا ” استمر تجهيز هذا الجهاز والبرنامج لأكثر من ثلاث شهور ،ولم يكن من السهل الحصول على مجسات حيث تم جلبها من مصر عن طريق مسافرين عائدين لغزة ، وجهاز تفاعلي مع الشخص يحول الإشارة إلى أرقام “.

وكلف الجهاز الخريجتين ” 2000 شيكل ”  لإنتاجه مع تعلم لغة الجافا وهو البرنامج الذي تم تنصيبه في جهاز الهاتف المحمول فهم لم يكونا على علم بهذا البرنامج مما اضطرهم إلى تعلمه تعليم ذاتي وهذا اخذ الكثير من الوقت لديهم .

وتحلمان كذلك في أن ينتجا برنامجا أو جهازا لتحويل العكس أي يحول الكلام المقال من قبل الشخص الطبيعي إلى لغة أشارة وان يحول لغة الإشارة إلى صوت بعدة لغات وليس فقط اللغة العربية كما هو مبرمج في جهازهم المخترع وتطبيقهم .

ويعتبر بذلك هذا المشروع هو الأول من نوعه على مستوى قطاع غزة ، وستقوم المهندستان بإنتاج عدة أجهزة من هذا الاختراع  بمساعدة مؤسسات حاضنة اهتمت بهذا المشروع وبفئة الصم والبكم جنوب قطاع غزة .

وتأمل المهندستان بتطوير هذا المنتج وتوزيعه على هذا الفئة في القطاع لأنه سيجعل حياتهم بسيطة ، وسيبقى هذا الاختراع حبيس الأنفاس بانتظار من يطلق العنان له ليصل للنجومية بتطوير المنتج وتسهيل وصوله لذوى الصم والبكم .
دنيا الوطن.

Views: 1

هل اعجبتك المقالة شاركنا رأيك