جاءت فاطمة باخالد من وزان الى الرباط. بعد أن حصلت على شهادة الباكالوريا بتميز. اختارت ان تتابع دراستها في الصيدلة. اجتازت المباراة بنجاح ,وانطلقت في الدراسة .يحذوها امل كبير في ان تعود يوما ما الى مدينتها الصغيرة وزان لتساهم في تخفيف ألام المرضي من أبنائها. كان حلما جميلا يراودها منذ الطفولة .من منا لا يذكر تلك الأسئلة التي كان المعلمون والمعلمات يطرحونها علينا ونحن في مستهل سنواتنا الدراسية الأولى. كثيرون من بيننا كانوا يحلمون أن يصيروا أطباء وصيادلة وطيارين. وأن يحترفوا كل تلك المهن النبيلة.لم تكن فاطمة باخالد وهي في مدرستها الأبتدائية في وزان سوى واحدة من هؤلاء الذين يتوارتون الاحلام جيلا بعد جيل.نحن الان في العام أربعة وألفين (2004) قطعت فاطمة باخالد أشواطا هامة في مسارها الدراسي. هي الان في مستهل سنتها الدراسية الاخيرة قريبا سيتحقق الحلم. مساء الخامس والعشرين (25) من أكتوبر كانت فاطمة تمر من قرب المحطة الطرقية في حي يعقوب المنصور بالرباط لما توقفت بمحاذاتها سيارة سوداء كان سائق السيارة شابا يضع على عينيه نظاراتين سوداوين .في لمح البصر خرج من السيارة رجلان أمسكا بها وصارا يجرانها الى السيارة حاولت أن تصرخ لم يأبه المارة ولم يستوقفهم صراخها رغم كثرتهم . زجا بها في المقعد الخلفي وانطلقت السيارة السوداء بسرعة جنونية.تذكر فاطمة أن خاطفيها أخذوا وجهة طريق الدار البيضاء كانت تحاول أن تقنعهم أنها ليست من فتيات الرصيف توسلت اليهم قالت انها طالبة جامعية وانها..في تلك اللحظة صفعها أحد اللذين أجلساها بينهما لم تكن فاطمة قد صفعت من قبل أيقنت أن خاطفيها يضمرون كل ما قد يخطر ببالها من سوء.لم يعد أمامها الا ن الا أن تسايرهم وتحاول أن تجمع القدر الأكبر الممكن من المعلومات حول خاطفيها وحول الوجهة التي يسوقونها اليها.استجمعت كل قواها لأجل ذلك تجاوزت السيارة المدار الحضري لمدينة تمارة فجأة أخذت وجهة منطقة سيدي يحي زعيرأوقف السائق ذو النظارتين السوداوين السيارة أمر مرافقيه بوضع عصابة علي عيني فاطمة بدا لها انه زعيمهم لم تعد تستطيع الرؤية الان تحركت السيارة أحست فاطمة أنها تسلك طريقا غير معبدة حاولت أن تعرف المسافة بحساب نبضات قلبها لما أحصت خمسمائة وستة وعشرين (526) نبضة توقفت السيارة سمعت صوت باب حديدي يفتح ثم دخلت السيارة توقف هدير المحرك نزل الجميع اقتادوها الى الداخل هناك فقط أزيحت العصابة عن عينيها أمروها أن تمتثل وتستجيب لكل ما يطلب منها ان هي أرادت أن تبقي علي قيد الحياة
كانوا أربعة (4) تناوبوا على اغتصابها واستدعوا خامسا التحق بهم لم يسمع أحد توسلها افتضوها وتناوبوا علي اغتصابها بوحشية علي مدي ثلاثة (3) أيام.كانوا يتناوبون على حراستها حتي لا تتمكن من الفرار ولما نفذ ما جاؤوا به من أكل وشراب قرروا التخلص منها وكما جاؤوا بها معصوبة العينين أخرجوها من مكان احتجازها معصوبة العينين أركبوها السيارة فتح الباب الحديدي الكبير ثم تحركت السيارة على الطريق غير المعبدة.ولجت الطريق الأسفلتية ثم انطلقت بسرعة.في احد شوارع مدينة تمارة القوا بها من السيارة
ثم انطلقوا مسرعين .مرت لحظات حسبتها دهرا قبل أن تدرك أنها استعادت حريتها فكرت في الذهاب الي مدينتها وزان لتبلغ أهلها بالذي تعرضت له ولكنها سرعان ما تراجعت كيف لها أن تخبر عائلتها بالعار الذي لحقها.لقد فقدت عذريتها هي تعلم أن ذلك سوف يسبب ألما كبيرا لأسرتها ولذلك قررت أن تخوض المعركة وحيدة.قصدت مركز الدرك في تمارة للتبليغ عن ما تعرضت له .كان رد الدركي الذي استقبلها أن عليها أن تدلي بأسماء الأشخاص الذين خطفوها ثم اغتصبوها وأن تحدد عنوان المكان الذي تم فيه كل ذلك ثم ان ترفق كل ما سبق بشهادة طبية تتبث تعرضها للاغتصاب تصوروا وقع هذا الجواب علي نفسية فتاة مثل فاطمة باخالد كانت قبل ساعات فقط تتعرض لابشع ما قد تتعرض له امرأة.
اعتبرت فاطمة رد دركي المداومة اهانة تلحقها.قررت أن تستعين بمحام عله يجد سبيلا ميسرا للقبض على الجناة ومحاكمتهم.لم يكن رد المحامي يختلف عن الرد الذي تلقته من مركز الدرك وكانت اهانة اخري تلت سابقاتها لم تكن فاطمة المكلومة تتوقع ان ينظر الى قضيتها بهذا الأستخفاف رأت أن المسالك القانونية لأخذ حقها ممن اعتدوا عليها تحفها
تعقيدات كثيرة ولذلك قررت ان تسلك الاتجاه الاخر:المعاكس .قررت ان تثأر لكرامتها مهما كلفها ذلك ففي نهاية الامر لم يعد لذيها الكثير مما تخسره. خسرت عذريتها ولم يعد لها من مجال لتعود الى وزان لتحقق على الأرض حلم الصبا عادت فاطمة الى البيت استجمعت قواها وباشرت التخطيط لتصل الى خاطفيها.
في صباح التاسع والعشرين (29)من أكتوبر بعد أربعة (4) أيام من فاجعة اختطافها ارتدت ملابس لاتتيح لخاطفيها التعرف اليها ان هي صادفتهم.أخذت وجهة البيت حيث احتجزت وتعرضت للأغتصاب.لما وصلت الى المكان الذي توقف فيه خاطفوها ليضعوا عصابة علي عينيها تذكرت.هي الان في بداية الطريق غير المعبدة التي تمهلت عندها سيارة الخاطفين كان مسلكا ينهجه المزارعون تقدمت في المسلك وهي تحصي نبضات قلبها حين أحصت خمسمائة وستة وعشرين (526) نبضة كانت قريبة من بوابة حديدية
كبيرة .هي ذي بوابة البيت المشؤوم حيث احتجزت وتناوب على اغتصابها أفراد العصابة انتابها احساس غريب تمازج فيه الغضب بالخوف الشديد اقتربت من البوابة طرقتها مرة
ثم مرات ومرات ,لا من مجيب.مر بجانبها مزارع أخبرها أن أصحاب هذا البيت لا يأتون اليه الا في أيام العطل.كانت تريد أن تعلم من يكون صاحب البيت.وبينما هي تسائل نفسها
استقر نظرها في شروده على صندوق العداد الكهربائي اقتربت منه في أسفل الصندوق رقم تسلسلي رقم المشترك.سجلت الرقم في ورقة ثم انصرفت.عادت فاطمة باخالد الى الرباط اوت الى غرفتها أغرقت في التفكير تريد الان أن تعرف من صاحب رقم الأشتراك كانت فاطمة شابة ذات اخلاق راقية حسن معاملتها لموظف شركة توزيع الماء والكهرباء الذي يأتي نهاية كل شهر لاستخلاص الفاتورات جعلته يكن لها ودا واحتراما لما التقت به في الغد طلبت منه خدمة قالت:ان شابا تقدم لخطبتها وبما أنها لاتعرف شيئا عنه وعن ذويه فقد سجلت رقم الأشتراك في الربط الكهربائي وتريد الحصول على معلومات اضافية بعد يومين جاء موظف شركة توزيع الماء والكهرباء حاملا معلومات قيمة أتاها بالأسم الكامل لصاحب الأشتراك ومحل سكناه هي الأن ربما في بداية الطريق لملاحقة رأس العصابة التي اختطفتها واغتصبتها وحطمت نفسيتها و دكت أحلامها استحضرت فاطمة مثلا شعبيا مفاده أن ضربة مقص واحدة تقتضي التفكير مائة مرة ومرة ولذلك لزمت غرفتها يومين تدقق تفاصيل خطة تحركها.
خلال اليومين استعرضت حياتها مرحلة بمرحلة من الطفولة في وزان وأحلامها العجيبة الى كلية الصيدلة بالرباط مر شريط الأحداث سريعا ولكنه توقف مطولا عند مساء ذاك
الخامس والعشرين (25) من أكتوبر حيث اختطفت قرب المحطة الطرقية في حي يعقوب المنصور.مثلت أمامها صورة دركي المداومة في مركز الدرك بتمارة الذي طالبها بعناوين المغتصبين وأسمائهم واستحضرت ذاك المحامي الذي لم يختلف موقفه عن موقف الدركي كان يتفجر بداخلها بركان في أعثي تجليات غضبه كانت تحس بأن المجتمع رفض أن يحتضنها حين وقفت بابه جريحة ولذلك الت علي نفسها ان تتحرك بمفردها وأن تثأر لكرامتها هي الان في مستهل الطريق للأنتقام .وزان التي رأتها تخرج الي الدنيا واحتضنت
أحلامها صبية ويافعة صارت بعيدة الان. الشعور بالعار يحول بين فاطمة والأرتماء في حضن وزان الدافئ .وضعت فاطمة ترتيبا دقيقا لأفراد العصابة ترتيب يبدأ بمتزعمها صاحب السيارة السوداء ذي النظارتين السوداوين فهل ستستطيع تحقيق أهدافها؟
…..قررت فاطمة أن تتحرك بمفردها وأن تثأر لكرامتها كانت بداية تحركها بالعودة الى المكان الذي تعرضت فيه للأغتصاب رقم العداد الكهربائي مكنها بمساعدة موظف شركة التوزيع
من الحصول علي عنوان عائلة صاحب النظارتين السوداوين ذاك الذي يقود السيارة ويتزعم العصابة كانوا خمسة تناوبوا علي اغتصابها واهانتها وقررت فاطمة أن تنتقم منهم واحدا تلو الاخر
وحتي تكون عملية في تنفيذ خطتها وضعت لهم ترتيبا في مقدمته صاحب النظارتين السوداوين استحضرت وهي تخطط للتحرك كل العبر والدروس التي استخلصتها من ولعها بمشاهدة أفلام ألفريد هيتشكوك في الخطة التي وضعت قررت فاطمة ألا تترك من أثر وراءها سوى أرقام قاسمهاالمشترك هو الرقم خمسة(5) تريتت يومين هي الان تعلم أن وجبة الأنتقام تأكل باردة في اليوم الثالث تنكرت في شخص رجل متسكع ارتدت جلبابا باليا وحملت كيسا وراحت تحوم حول صندوق القمامة الاقرب الي العنوان الذي حصلت عليه من موظف شركة توزيع الماء والكهرباء كانت في مهمة مراقبة للمكان ظلت تراقب المنزل ثم هاهو ذو النظارتين السوداوين يخرج كان كما رأته يوم اختطفها قرب المحطة الطرقية فار الركان بداخلها مر بجانبها كانت تترائئ له متسكعا يبحث في صندوق القمامة تغلبت على فورة الغضب بداخلها علمت ان ذاك الذي حطم حياتها ومزق أحلامها يدعي مراد غادرت المكان الان صار لذي النظارتين السوداوين اسم معلوم عادت فاطمة الى غرفتها في وحدتها رسمت ما بقي من تفاصيل الخطوة التالية نحن الان في الثاني (2) من نوفمبر من العام أربعة وألفين (2004) في ذلك اليوم حيث الجو ينزع الى البارد ارتدت فاطمة ملابسها العادية بدت كيوم تعرضت للخطف تعمدت أن تبدو كذلك استجمعت قواها وقصدت الى منزل مراد ذو النظارتين السوداوين في اطار الجرس بالباب قرأت عائلة بن عثمان علمت الان أن صاحب النظارتين السوداوين هو مراد بن عثمان ضغطت على الجرس وقبل أن تتلقى الرد لحق بها أحد الحراس سألها عن غرضها قالت انها تريد مراد بن عثمان وأنها خطيبته قررت أن تحدث لذيه صدمة قوية تفقده كل قدرة على ترتيب أفكاره بعد ثوان ظهر
مراد بالباب اضطرب لما وقع نظره عليها سألها ماذا تريد قالت انها تريد مقابلة والديه من اجل ايجاد حل لما تعرضت له علي يديه و أصدقائه أفراد العصابة مراد ذاك الوحش المفترس ينقلب فجأة الى حمل وديع يفاوض من أجل اقناع فاطمة بالعدول عن مقابلة والديه اقترح عليها أن يلتقيا لاحقا ولكنها رفضت وبشدة وحتي تطبق عليه الفخ اقترحت أن يذهبا سويا وفورا الى أي مكان يريده لمناقشة الموضوع بكل هدوء لم يكن له من خيار سوى القبول أخرج السيارة السوداء من المراب أركبها الى جانبه وأخذ وجهة
الشاطئ ولكنها فاجأته بأن طلبت منه أن يذهبا الى المنزل الذ ي تعرضت فيه للأغتصاب والاهانة انشرحت أسارير وجهه في الطريق طلبت منه أن يشتري بعض المشروبات لجلسة الحوار الهادئ بينهما بعد وقت قصير كانا داخل البيت أحضرت من المطبخ كأسين وما أن جلست في الكرسي المقابل له حتي استعاد وحشيته أراد أن ينحو منحي العنف ولكنها هذه المرة كانت مستعدة للتصدي له. بسرعة أخرجت من حقيبتها اليدوية قارورة بخاخة. صوبتها الي وجهه كانت في القارورة مادة اعمت مراد وجعلته يختنق خارت قواه فاستلقي علي الكرسي محاولا استرجاع أنفاسه ولكن فاطمة طالبة كلية الصيدلة كانت قد حضرت ماهو أقوي فما أن استلقى علي الكرسي حتي بادرته بكومة قطن مشبعة بمادة مخدرة
وضعتها على فمه وأنفه وما هي الاثوان حتى خر على الأرض بلا حراك سحبته الى الغرفة حيث اغتصبها ألقته على الفراش ثم جردته من كل ملابسه وبحبل متين احضرته معها قيدت يديه ورجليه باحكام الى اطار الفراش أيقنت الان أنه لن يستطيع الفكاك ثم جلست بجانبه تنتظر أن يستفيق ويزول عنه وقع المخدر شيئا فشيئا استعاد مراد بن عثمان وعيه
تفطن الى أنه مكبل ولا يستطيع الحركة بدأ يتوسل اليها أن تفك وثاقه وهو يقسم بأنه سوف يعمل علي اصلاح غلطته والزواج منها تجاهلت توسله كما تجاهل هو ورفاقه من قبل توسلها اليهم لما اختطفوها وحين اغتصبوها صمت أذنيها عما كان يقول .من حقيبة يدها أخرجت الة تسجيل دقت ساعة الحقيقة ياصاحب النظارتين السوداوين هي تريد الان ان تستنطقه وتسجل كل ما سيقول لم يكن غرضها ان تسلم الشريط الي الشرطة ولكن غايتها كانت المعلومات التي سوف تستخرجها منه حول اصدقائه الذين شاركوه اختطافها واغتصابها طلبت منه أن يعطيها أسماؤهم وعناوينهم حاول تظليلها ولكنها كانت أذكى طلبت منه أن يعيد عليها ما قال فاكتشفت مراوغاته وقررت الانتقال الان الى درجة أعلى من الضغط أخرجت من حقيبتها شفرة حلاقة وعلى مرأي منه نزعت عنها غلافها كانت تلمع تحت ضوء مصباح الغرفة اقتربت منه جسده العاري ممدد علي الفراش ويداه مكبلتان ووثاق قدميه محكم لا وسيلة لاتقاء حد الشفرة اللماعة انحنت فاطمة وهي تمسك بالشفرة بين أناملها خطت على بطنه جرحا صغيرا ما لبث أن بدأ ينزف كان مراد يصرخ لا تأبه لصراخه تتذكر انه لم يأبه لصراخها حين افتضها صعدت الضغط المرة تلو الاخري حتي حصلت منه على مايكفي من المعلومات حول شركائه في اغتصابها واهانتها بمرور الوقت كانت الجراح النازفة قد غطت مساحات هامة من الجسد العاري لمراد لما همت بالمغادرة عمدت اليه وقطعت وريده وبدمه كتبت على الجدار واحد على خمسة (51)
أغلقت باب الغرفة غادرت الضيعة كانت تعلم أن ذا النظارتين السوداوين سيسلم الروح بعد ربع ساعة عبرت المسلك الذي يمر منه المزارعون ولما أفضت الى الطريق المعبدة استقلت سيارة أجرة وعادت الى غرفتها في الرباط كان لذيها شعور مزيج من النشوة والغضب بعد أن استراحت بدأت تستعد للانتقام من الثاني على القائمة انه ذاك الذي صفعها
لما كانت تتوسل الى خاطفيها بينما كانت علي متن السيارة علمت من مراد بن عثمان أن اسمه عصام السويدي لن تنسي فاطمة ذاك الوحش ذي البنية القوية كان عليها أن تعد له خطة محكمة توفر لها أسباب شل قوته وتجعلها أقوي منه كان حين يمشي يختال في مشيته ويتعمد ابداء غروره بكتلة جسده راقبته ثلاثة أيام قبل ان تنتقل الى الفعل لاحظت أنه يتردد على مقهي في شارع علال بن عبد الله يأتي الى المقهي كل يوم في الرابعة عصرا لاحظت أيضا أنه يطلب كل يوم برادا من الشاي الأخضر بالنعناع اكتملت الصورة لذي فاطمة.
بعد أن انتقمت من مراد ذي النظارتين السوداوين وتركته ينزف حتي الموت علي السرير الذي اغتصبت عليه تستعد فاطمة باخالد للأنتقام من العنصر الثاني في العصابة اسمه عصام السويدي شاب مفتول العضلات مزهو بكثلته الجسمية هو الذي صفعها لما كانت تتوسل الى أفراد العصابة أن يخلو سبيلها على مدي ثلاثة أيام تتبعت حركاته اعتاد أن يأتي عصر كل يوم الى مقهي في شارع علال بنعبد الله أعدت له خطة تجعل تلك البسطة في الجسم التي يتمتع بها غير ذات فائدة حلت الان لحظة الأنتقام من عصام السويدي.تعمدت الأفراط في وضع مساحيق التجميل علي وجهها غرضها التنكر واخفاء ملامحها تقمصت شخصية بائعة متجولة تعرض علي رواد المقهي نوعا جديدا من معجون الأسنان كان عصام قد أخذ مكانه عند الطاولة وطلب كعادته براد الشاي بالنعناع كانت تترقب اللحظة التي تنتقل فيها الى الفعل ولما رأت النادل قاصدا طاولة عصام حاملا براد الشاي غيرت مسار جولتها بين زبناء المقهى
تريتت الى أن رأته يصب الشاي في الكوب لحظتها تقدمت نحوه تتظاهر بعرض بضاعتها لما كان ينظر الى ما تعرضه قامت بوضع السم في الكأس كان سما قويا فتاكا لم ينظر اليها تجاهل بضاعتها امتدت يده الى كأس الشاي رشف منه وضعه على الطاولة لم يكن للسم الذي دسته فاطمة في الكأس طعم أو رائحة كان سما يقتل في صمت أيقنت أن مصرع عصام السويدي مسألة دقائق ليس الا انسحبت دون أن تثير الأنتباه وتوجهت الى الحمام تخلصت من الماكياج وغيرت ملابسها خرجت ثم اقتعدت كرسيا غير بعيد كانت تراه يتلوى من الألم
هي تعلم أن السم يمزق أحشائه وأن لا أحد سيستطيع مساعدته بعد لحظات فارق الحياة سارع النادل الى اخفاء براد الشاي والكأس التي شرب منها عصام لما حضر رجال الوقاية المدنية لم يتمكنوا سوي من استنتاج وفاته قبل أن تغادر المقهى مستغلة تجمهر الفضوليين عادت الى دورة المياه وبأحمر الشفاه كتبت على المراة الرقم اثنين علي خمسة (52) ثم دلفت خارجة عادت الى البيت مازال علي قائمتها ثلاثة عليها أن تنتقم منهم الثالث اسمه سمير سميرالفاطمي بالعودة الى التسجيل الصوتي لمراد بنعثمان استخرجت الرقم الهاتفي لسمير لم تكن هناك حاجة الى ترصده سيأتي من تلقاء نفسه.اتصلت به قالت ان صديقه مراد يريد أن يأخذها مع صديقة لها الى الضيعة في سيدي يحي لم يتردد ضربت له موعدا بالقرب من غابة الهرهورة حضرت نصف ساعة قبل الموعد تفقدت المكان واستعدت لمواجهة تريد لها أن تكون كسابقتيها موفقة وحاسمة قبيل مغرب ذاك السابع من نوفمبر تم اللقاء بين فاطمة باخالد وثالث مغتصبيها في ضيعة سيدي يحي لمحته من بعيد ثم خرجت اليه من بين الأشجار لوحت بيدها توقف وفتح لها باب سيارته سألها عن صديقتها قالت انها ستقوده الى حيث توجد لم يتمكن سمير من التعرف على الفتاة التي اغتصبها رفقة مراد واخرين كانت مساحيق التجميل قد غيبت الكثير من ملامح فاطمة استدرتجته الى داخل الغابة وحين توقفت السارة تذرعت بقضاء الحاجة نزلت في مكان قريب كانت أخفت معدات الأنتقام انهمك سمير في البحث عن شريط موسيقي في قمطر السيارة كان يمهد لسهرة توقعها ساخنة في تلك اللحظة باغثته بأن ظهرت أمام نافذته ابتسم وأنزل الزجاج فاجأته بأن رشت على وجهه المادة ذاتها التي رشت بها وجه مراد بنعثمان حاول أن يسترجع أنفاسه ولكنها عاجلته بأن صبت على رأسه نصف لتر من البنزين ثم أضرمت النار كان يصرخ ملء أنفاسه كانت النار تلتهمه وهو بفعل المادة المخدرة لا يستطيع التخلص منها كان يصرخ ألما وكانت هي تصيح في وجهه بلكنة جبلية أنا هي التي اغتصبتموها لم تكن موقنة أنه كان يسمعها تركته يحترق علي الزجاج الخلفي للسيارة كتبت الرقم ثلاثة علي خمسة (53) وغادرت المكان قصدت مسجدا قريبا كانت تريد أن تراقب عن كثب الذي سيحدث حضر رجال المطافئ التهمت النيران أجزاء كبيرة من السيارة كان سمير علي قيد الحياة لما أخرج من السيارة المحترقة وتم نقله علي عجل الى مستشفي ابن سينا أصيب بحروق من الدرجة الثالثة مع ذلك كان في كامل وعيه حين غادرت فاطمة الهرهورة كانت الشرطة القضائية بصدد التحقيق في جريمتي قتل الأولى هي مقتل مراد بنعثمان والتانية تتعلق بتسميم عصام السويدي وهي الان أمام قضية أخرى هي قضية احراق سمير الفاطمي لاحظ المحققون أن الرابط بين القضايا الثلاث الرقم خمسة الذي يمثل القاسم المشترك لاعداد كسرية تدرجت من واحد علي خمسة الى ثلاثة علي خمسة مروراباثنين علي خمسة ومع ذلك فانهم لم يتمكنوا من فك لغز تلك الأعداد الكسرية التي يتركها الجاني أو الجناة في مسرح الجريمة كان عميد الشرطة عبد الرحيم بودار مكلفا بالتحقيق حول تلك الجرائم التي تسلسلت ألح علي الطبيب المعالج لسمير الفاطمي أن يمكنه من الاستماع اليه عله يدلي بما يفيد التحقيق أذن له الطبيب كان سمير في وضع صحي متدهور للغاية ومع ذلك تمكن من القول ان الضحايا الثلاثة هم من مجموعة من خمسة قاموا بخطف فتاة تناوبوا علي اغتصابها وأنها تقوم بالأنتقام منهم تقرر استنطاق الباقين من الخمسة والتزم عميد الشرطة بودار بأن يقنع النيابة الغامة بوضعهم رهن الاعتقال الأحتياطي اما تأسيسا على اعترافاتهم أو باعتبارهم شهودا كان ذلك لحمايتهم بعد يومين توفي سمير الفاطمي من جراء الحروق البليغة التي أصابته ولم تكن المعلومات التي أفضى بها الى المحققين تكفي الى الوصول الي الشخصين المهددين بالأنتقام قدم سمير أسماء شخصية وأسماء أحياء يقطنون بها مر شهران دون تسجيل أي تقدم يذكر ومع ذلك ظلت الشرطة يقظة كان عميد الشرطة بودار يؤكد أنه لن يرتاح له بال الا بالقاء القبض على الجاني أو الجناة وكانت فاطمة تصر على أنها لن ترتاح الا بعد أن تنتقم ممن بقي من الخمسة وقعت حواداث أخرى في الرباط احتلت الاولوية في اهتمامات الشرطة بيد أن فاطمة باخالد لم تغير أيا من أولوياتها كان عليها أن تصل الى الرابع علي قائمتها واسمه خالد المعتوق بعد تحريات قامت بها توصلت الي أنه كثير التردد على احدي الحانات المعروفة حيث كان ينفق أموالا هامة علمت أنه لم يكن يجد أي اقبال لذي الفتيات رات في تلك النقطة فرصتها تزينت بالغت في التزين وقصدت الحانة وجدته في حالة سكر بين وكان يحاول استمالة بعض الفتيات لكنهن تعرضن عنه تدخلت فاطمة جلست عند طاولته بعد ساعتين كانت الخمرة قد حلقت به بعيدا طلبت منه أن يرافقها الى حبث يقضيان ما بقي من الليل كاد يجن فرحا ولما ركبا سيارته طلبت منه أن يذهبا في جولة الى فضاء مفتوح اقترحت غابة- بضواحي الرباط تسمى -المعمورة لم يتردد توغلا في الغابة وفي مكان ما توقفا كان القمر بدرا اقتعدا غطاء محرك السيارة انحنت عليه كأنما تريد أن تقبله ولكنها وضعت علي فمه وأنفه المادة المخدرة وسرعان ما انهار فقد ما كان بقي لذيه من وعي أخرجت من حقيبتها حبلا ربطت رجليه ويديه وبحبل أمتن طوقت رقبته وبسرعة تسلقت شجرة مجاورة ولفت الحبل حول غصن سميك ثم جائت به الى مقود السيارة أرخت فرامل السيارة وقامت بتحريكها ارتفع جسم خالد المعتوق وكان شبه عاري لما بدأ يستعيد وعيه أخبرته بأنها تلك الفتاة التي اغتصبها مع رفاقه كان معلقا الان دفعت السيارة الى منحدر صغير فاكتملت عملية شنق خالد المعتوق كتبت علي السيارة الرقم أربعة علي خمسة (54) ثم غادرت المكان اهتزت مصالح الأمن -بالرباط-للجريمة الجديدة وكانت قد اهتدت الى خامس من اغتصبوا فاطمة. حاولت فاطمة باخالد الأقتراب منه ولكنها تفطنت الى أنه تحت المراقبة سكنه الخوف من أن يتعرض للقتل وانتهي به الأمر مجنونا لم تتمكن الشرطة من الوصول الى الفاعل في الجرائم الأربع في الحادي والثلاثين (31) من شهر ماي عام حمسة وألفين (205) رست علي مكتب -عميد الشرطة -عبد الرحيم بودار رسالة كانت مكتوبة بخط واضح :(( سيدي أنا الفتاة التي اغتصبها أفراد العصابة لقد نفذت فيهم حكمي عليهم بالأعدام انهم أعدموا أحلامي وحرموني من العودة الى مدينتي وزان رغم المحنة أتممت دراستي حين ستصلكم رسالتي ستكون الطائرة قد أقلعت بي الي بلد بعيد في أحشائي جنين لا أعرف من يكون أبوه من بين الخمسة لن أعود الي بلدي سأظل بعيدة)) وقعت فاطمة رسالتها بالمغتصبة
قلب عميد الشرطة ظرف الرسالة كانت مخثومة في مطار الدار البيضاء
Views: 1380